مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الشعر الاجتماعي

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

 امتاز المجتمع الأندلسي إبان الحكم العربي  بالتنوع الثقافي والتفاعل الاجتماعي؛ لأنه تألَّف من عناصر مختلفة الأعراق والأديان، وقد تفاعلت هذه العناصر تفاعلا عميقا جعل من المجتمع الأندلسي مجتمعا متميزا في بنائه الحضاري والفكري. وهذا بفضل سياسة حكام الأندلس التي كانت قائمة على التعايش والتسامح، واحترام مكونات المجتمع الأندلسي.

وقد واكب الشعر الحياة الاجتماعية في الأندلس؛ فصور كثيرا من مظاهرها ومن تلك المظاهر التي تناولها الشعر الاجتماعي :     اذكر مظاهر الشعر الاجتماعي.

1- تصوير عادات الأندلسيين وتقاليدهم في الأفراح والأتراح، مثل خروج الناس لمراقبة هلال العيد وفرحتهم الغامرة بذلك وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة، يقول أبو الحسن بن هارون الشَّنْتَمري:

يَــا لَيْلَةَ الْـعِـيـدِ عُـدْتِ ثَانِــيَــــةً      وَعَـادَ إِحْـسَانُـكِ الَّـذِي أَذْكُرْ

إِذْ أَقْبَلَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَى      هِـلاَلِكِ النِّضْوِ نَاحِلاً أَصْفَرْ

فَـقُـلْـتُ لاَ مُـؤْمِنًا بِقَوْلِيَ بَــلْ      مُـعَــــــــــرِّضًــا لِلْــكَـلاَمِ لاَ أَكْثَرْ

بَـلْ أَثَّـرَ الصَّوْمُ فِي هِلاَلِــكُــمُ       هَذَا الَّذِي لاَ يَكَادُ أَنْ يَظْـهَرْ

ففي هذه الأبيات يصف الشاعر خروج الناس لتحرّي هلال العيد، حيثُ صوَّره صورة جميلة مرتبطة بالواقع الذي يعيشه، فمن المعلوم أنَّ الهلال في ليلته الأولى يكون نحيلًا، ولكنَّ الشاعر قد ربط ذلك بقالبٍ فني فجعل ذلك النحولَ نتيجة لصومه شهر رمضان. وهذه معانٍ واضحة وصورةٌ شعرية تميل إلى السهولة. 

النِّضْوِ: المهزول.
ويقول ابن زيدون مهنئًا حاكم قرطبة أبا الوليد بن جَهْور بالعيد:

هنيئا لك العيدُ الذي بكَ أصبحتْ        تروقُ الضُّحى منه وَتَنْدى الأَصائلُ

تَـلَـقّـاكَ بالبُشرى وَحَيَّاك بالـمُــــنى        فَـبُـشْـراكَ ألْــفٌ بَـعْـدَ عــامِــكَ قابِلُ

ومن عادات الأندلسيين لبس البياض في الأتراح والأحزان، يقول أبو الحسن الحصري:

إذا كان البـياضُ لـــــباسَ حُزْنٍ        بــأنــدلـسٍ ذاك من الصَّوابِ

أَلَمْ ترَني لَبِسْتُ بياضَ شَيْبي        لأني قد حَزِنْتُ على الشبابِ 

2- مشاركة المسيحيين في الأندلس مناسباتهم ومنحهم حرية العبادة وإقامة الكنائس. يقول الشاعر حسان بن أبي عبدة:

أرى المِهْرَجانَ قد استَبشَرا         غَداةَ بكى المُــزْنُ واسْتَعْبَرا
وَسُــــــرْبِــلَـتِ الأرضُ
أفـوافَها        وجُلِّلتْ السُّـنْـــدُسَ الأخضرا
وَهَـــــزَّ الــــــريـــــــــــاحُ
صـنابـيـرَهــا        فَضَوَّعَتِ المِسْـكَ والعنْبَرا
تهــادى بــه النــاسُ ألطافَهُمْ        وســامَ الـــمُـــقِلُّ بـه الــمُكْثِرا

الأفواف: مفردها فوف، وهو الثوب الرقيق الموشّى المخطط.     

صنابيرها: مفردها صنبور، وهي النخلة تخرج من أصل النخلة الأخرى من غير أن تُغرس.

3- وصف المهن التي يعمل بها الناس وتصوير معاناتهم، كقول ابن سارة الأندلسي مصوِّرًا كساد حرفة الوِراقَة:

أمَّــا الــوِراقَةُ فـــــهـــــــيَ أنْكَدُ حِرْفَةٍ        أوْراقُهـــــا وَثِــمارُهــــــــــا الحِرْمانُ

شـــبَّــهــتُ صاحِبَها بصاحِب إبرةٍ        تكسـو العراةَ وَجِسمُها عريانُ

ففي هذين البيتين يصف الشاعر مهنة الوراقة التي لم تَعُد بالنفع على صاحبها، حيث يشبّه الشاعر الورَّاق بالإبرة التي تخيط الملابس وتستر العراة وهي عارية. وهذه صورة شعرية سهلة.

صيفية 2019: المظهر الذي يمثّله البيت الآتي:

أمَّــا الــوِراقَةُ فهـــــــيَ أنْكَدُ حِرْفَةٍ        أوْراقُهـــــا وَثِمارُهــــــــــا الحِرْمانُ

1-  وصف مظاهر التطور العمراني                        2- تصوير عادات الأندلسيين وتقاليدهم

3- مشا ركة المسيحيين في الأندلس مناسباتهم     4- وصف المهن التي يعمل بها الناس  

4- وصف مظاهر التطور العمراني كالقصور والمساجد والكنائس، يقول ابن وهبون في وصف قصر الزاهي في إشبيلية:

ولِلزَّاهـي الكـمـالُ سَـــنًا وحـســناً         كـمـا وَسِـعَ الجـلالـــةََ والكَمالا

يُــحـاطُ بـشـكـلِــــهِ عَـرْضـاً وطـولاً          ولــــــــكِــن لا يُـــحــاطُ بــه جـَمـالا

وَقـــــورٌ مِــــــثْـلُ رُكْـنِ الطَّـودِ ثَـبــتًا          ومُـخـتـالٌ مـِنَ الحُـسـنِ اخْتِيالا

فـمـا أَبـْـقـى شـهـابـاً لــم يـُصَوَّبْ          ولا شــمــسـاً تُـــنــــيـــرُ ولا هِلالا

صيفية 2022: الشعر الأندلسي الذي تناول القصور والمساجد والكنائس بوصفها من مظاهر التطور العمراني هو:

أ- شعر وصف الطبيعة    ب- شعر رثاء المدن والممالك 

ج- شعر المرأة                 د- الشعر الاجتماعي

الخصائص الفنية للشعر الاجتماعي: (يحفظها الطلبة) 

بعد دراسة النماذج الشعرية السابقة نستخلص الخصائص الفنية الآتية :

1- جاء في معظمه مقطوعات شعرية قصيرة، ولا سيما عند وصف المهن وتبادل التهاني.

2- يوظف اللغة السهلة والألفاظ الاجتماعية السائدة في المجتمع الأندلسي، مثل: ليلة العيد، والمهرجان، والوِراقة .

3- يميل إلى المعاني البسيطة ويوظف الصور الشعرية السهلة، كتشبيه صاحب الوِراقة بصاحب الإبرة التي تكسو الناس، وأثر الصوم في الهلال حتى غدا نحيلًا.