مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

السنن الإلهية في الكون والإنسان

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلُّم القبلي

  • دعا الإسلامُ الإنسانَ للتفكُّر في خلق السماء والأرض وما فيهما؛ لإدراك عظمة الخالق جلَّ وعلا، واستثمار الموجودات فيما يعود بالنفع على البشرية.
  • وكذلك دعا الإسلامُ الإنسانَ إلى النظر في أحوال الأمم والمجتمعات والاعتبار بها؛ بغية تعرُّف وسائل تقدُّمها، والحذر من أسباب انهيارها وفنائها.

أستنتج

أستنتج دلائل قول الله تعالى: {وفي الأرض آياتٌ للموقنين0 وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات: 20- 21].

الإجابة: تدعو الآيتان الكريمتان إلى التفكر في خلق الكون وفي خلق الإنسان، وما في ذلك من الدلائل الواضحة على عَظَمَة الله تعالى وقدرته.

 

الفهم والتحليل

  • أهمية وجود السنن الإلهية: جعل الله تعالى للكون والمجتمعات سننًا وقوانين تنتظم بها الحياة.
  • مصادر التعرُّف على السنن الكونية:
  1. استقصاء ما أخبر به القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن أحوال الأمم الماضية.
  2.  النظر والتفكُّر في هذا الكون.

 

أولا: مفهوم السنن الإلهية وخصائصها

  • السنن الإلهية: هي القوانين الثابتة التي أوجدها الله تعالى؛ لِتَحكُمَ حركة الكون والإنسان.
  • الدليل على وجود السنن الإلهية: قال تعالى: {والشمسَ والقمرَ والنّجومَ مسخراتٍ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين[الأعراف: 54].
  • أهمية وجود السنن الإلهية: تضبط نظام الحياة.
  • خصائص السنن الإلهية:

أ. الثبات: فلا تتبدّل ولا تتغيّر بتغيُّر المكان والزمان. 

- الدليل على تميُّز السنن الإلهية بالثبات: قال تعالى: {سُنَّةَ اللهِ التي قد خَلَتْ من قبلُ ولن تجد لسنَّة الله تبديلا[الفتح: 23].

- من آثار اتصاف السنن الإلهية بالثبات: تمكينٌ الإنسان من تسخير هذه السنن والاستفادة منها.

ب. العموم: عامّةٌ تشمل جميع المخلوقات، ويخضعُ لها كلُّ الناس.

 

أستنتج

أستنتج أهمية معرفة السنن الإلهية.

الإجابة: تمكين الإنسان من تسخير هذه السنن والاستفادة منها.

 

ثانيا: أنواع السنن الإلهية

أ. السنن الكونية

- مفهومها: هي القوانين الثابتة التي أوجدها الله تعالى لكي تحكُم الظواهر الكونية وحركتها وفق إرادته عز وجل.

- الدليل عليها: قال تعالى: {إنَّا كلَّ شيءٍ خلقناه بقدر} [القمر: 49].

- من السنن الكونية:

1. الزوجيّة:

  • خلق الله تعالى كل شيءٍ في هذا         

    أتوقف

    تحتكم جميع المخلوقات في الكون إلى قانون الزوجية؛ ما يُؤكِّد حاجة كلِّ مخلوقٍ إلى غيره ممّن يُكمِّله ويعينه.

    أمّا الخالق عز وجل فقد تفرَّد بصفات الكمال والعَظَمَة والقوّة؛ لذا تَنَزَّه عز وجل عن اتخاذ الزوجة والولد.

   الكون من زوجين، ما يعني أنّ الزوجية

لا تختصّ بالإنسان وحده، وإنما تتعدّاه

إلى النبات والحيوان وبقية المخلوقات.

  • الدليل على سنّة الزوجية: قال تعالى: {ومِن كل شيءٍ خلقنا زوجين لعلكم تَذَكَّرون[الذاريات: 49].                
  • أهمية سنّة الزوجية: هذه السنّة هي السبيل إلى استمرار الوجود على الأرض، عن طريق التكاثر الناتج من التزاوج بين الذَّكَر والأنثى في الكائنات الحية.

دلالة سنة الزوجية: أنّ التزاوج بين الذَّكَر والأنثى هو الوسيلة الوحيدة لاستمرار الحياة في هذا الكون.

 

أناقش:

أناقش خطر الدعوات المنادية بالشذوذ، وما تُمثِّله من تهديدٍ وإضرار بالأفراد والمجتمعات.

الإجابة: فيها مخالفة لأحكام الشريعة، وتتعارض مع سنّة الزوجية التي تحقق تكاثر الكائنات الحية واستمرارية بقائها في الأرض.

 

2. الحياة والموت:

  • أنعم الله تعالى على جميع المخلوقات بالإحياء والإيجاد، وجعل الموت حقًّا على كلٍّ منها، فمهما طال عُمْرُ الإنسان أو قَصُر فإنّ مصيره إلى الموت.
  • الدليل على سنّة الحياة والموت: قال تعالى: {كلُّ مَنْ عليها فانٍ[الرحمن: 26].
  • دلالة سنّة الحياة والموت: اليقين بوقوع الموت هو نتيجة حتميّة تثير في النفوس الحرصَ على نيل رضا الله تعالى بتجنّب المعاصي والنواهي، والتقرّب إليه بأداء الأعمال الصالحة.

 

3. حركة الأجرام السماوية، وتعاقب الليل والنهار: 

  • الدليل على وجود سنة حركة الأجرام السماوية وتعاقب الليل والنهار: قال تعالى: {والشمسُ تجري لمُستقَرٍّ لها ذلك تقديرُ العزيزِ العليم0 والقمرَ قدَّرناه منازلَ حتى عادَ كالعُرجون القديم0 لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدرِكَ القمرَ ولا الليلُ سابِقُ النهارِ وكلٌّ في فلَكٍ يَسْبَحون[يس: 38- 40] (كالعُرجون: كعُود النخل اليابس).
  • لقد توصَّل العلمُ إلى الكيفية التي تجري فيها جميع الأفلاك والنجوم والكواكب والمجموعات الشمسية.
  • وبيَّن أنّ لكل كوكبٍ حركتين؛ حركةً حول نفسِه، وحركةً حول مداره.
  • وأنّ دوران الأرض حول نفسِها يؤدي إلى تقلُّب الليل والنهار، وأنّ حركة الأرض في محورها حول الشمس تُفضي إلى تعاقب الفصول الأربعة.
  • دلالة سنّة حركة الأجرام السماوية وتعاقب الليل والنهار: دليلٌ على عَظَمة الخالق وقُدرته، وتوجيهٌ للإنسان أن يسعى في الأرض، ويغتنم الوقت فيما ينفعه من عملٍ.

 

أبحث عن

أبحث عن سنّةٍ أخرى من السنن الإلهية في الكون.

الإجابة: دورة الماء في الطبيعة.

 

ب. السنن الاجتماعية:

- مفهومها: هي القوانين الثابتة المتعلقة بسلوك الناس وأفعالهم ومعتقداتهم، وما يترتب على ذلك من آثارٍ في الحياة الدنيا. مثل: السَّعة والضيق، والسعادة والشقاء، والعِزّ والذُّلّ، والرُّقيّ والتخلّف، والقوّة والضَّعف.

- من السنن الاجتماعية:

1. الرَّفَاه والازدهار:

  • جَرَت سُنّة الله تعالى أنّ الرفاه والازدهار يكون بالعمل والإنتاج وبذل الجُهد. قال تعالى: {مَنْ يَعملْ سُوءًا يُجْزَ به} [النساء: 123]، وقال تعالى: {ظهر الفسادُ في البرِّ والبحر بما كسبت أيدي الناس لِيُذِيْقَهمْ بعضَ الذي عملوا لعلهم يرجعون} [الروم: 41].
  • فإذا أُضِيف إلى هذا السعيِ والعملِ الإيمانُ بالله تعالى، كان كمال الرّفاه والازدهار، وأُضِيف إلى الازدهارِ الماديِّ الازدهارُ الروحيُّ. قال تعالى: {ولو أنّ أهلَ القرى آمنوا واتقَوْا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرض ولكنْ كذَّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون} [الأعراف: 96].

 

قضية للنقاش

كيف أفسِّر تقدُّم بعض المجتمعات غير المسلمة علميًّا وماديًّا، خلافًا لبعض المجتمعات المسلمة التي تعاني الجهل والفقر.

الإجابة: كان هذا التقدُّم نتيجة العمل والإنتاج وبذل الجهد، بخلاف حال بعض المجتمعات المسلمة التي قصّرت في الجانب الماديّ لتحقيق الرفاه والازدهار.

 

2. التغيير:

  • قَضَت سنّة الله تعالى بأنّ تغيير أوضاع الأمم والشعوب يكون بأيديها؛ فلا يتغيَّر واقعُ مجتمعٍ معيَّنٍ ولا ينهض، حتى يُغيِّر أفرادُه ما بأنفسهم من مفاهيم وأفكار، ويُصلحوا أحوالهم وأوضاعهم.
  • فإذا سارت المجتمعات في طريق التقدُّم وأخذت بأسبابه، تقدَّمت. وإذا سارت في طريق الجهل والتخلّف وتركت العمل، تأخَّرت وتراجعت.
  • الدليل على سنّة التغيير: قال تعالى: {إنّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11].

 

3. النصر والتمكين:

  • تعتمد قوّة الأمّة ومَنَعَتُها على مقدّماتٍ وأسباب لا بُدّ أن تتحقق.
  • وإنّ من أسباب نصر الله تعالى للمؤمنين:

* (الإعداد الروحي) أن ينصروا دينه، وأن يكون هذا النصرُ بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، وإعداد وسائل النصر الماديّة والمعنوية. قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَن يَنْصُرُه إنّ الله لَقَويٌّ عزيز0 الذين إنْ مكَّناهمْ في الأرض أقاموا الصلاة وآتَوُا الزكاة وأَمَرُوا بالمعروف ونَهَوْا عن المنكر ولله عاقبة الأمور} [الحج: 40- 41].

* (الإعداد المادي) والأخذ بكل أسباب القوّة والمَنَعَة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية. قال تعالى: {وأَعِدُّوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوَّ اللهِ وعدوَّكم} [الأنفال: 60].

* وحدة الأمّة هي من أهمّ أسباب النصر والتمكين. قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تَفَرَّقوا}[آل عمران: 103].

 

أربط

أربط بين سُنّة التمكين وقوله تعالى: {وابْتَغِ فيما آتاك اللهُ الدارَ الآخرةَ ولا تنْسَ نصيبك من الدنيا وأحسِنْ كما أحسَنَ اللهُ إليكَ ولا تبْغِ الفساد في الأرض إنّ الله لا يحب المفسدين} [القصص: 77].

الإجابة: التمكين في الأرض مرتبطٌ بالسعي لعمارتها وإصلاحها، وعدم الإفساد فيها.

 

ثالثا: أهمية العلم بالسنن الإلهية في الكون والإنسان

  • دعا القرآن الكريم المسلمين إلى تعرُّف سنن الله تعالى في الكون والإنسان في كثيرٍ من الآيات الكريمة. قال تعالى: {قُلْ سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلقَ ثم الله يُنشئ النشأة الآخرة إنّ الله على كل شيء قدير} [العنكبوت: 20]، وقال تعالى: {قُلْ سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبةُ المُكذّبين} [الأنعام: 11]
  • وتتمثل أهمية العلم بالسنن الإلهية فيما يأتي:

أ. إدراك قدرة الله تعالى وعَظَمَته في تنظيم الكون:

يدلّ تكامل هذه السنن والقوانين وانسجامُ بعضِها مع بعض على أنّ مصدرها واحد، ما يؤكِّد وحدانية الخالق سبحانه وتعالى.

ب. كشف أسرار الكون وتسخيرها لخدمة الإنسان:

* يتعين على الإنسان أن يُدرك سنن الله تعالى في خلقِه؛ لكي يتمكن من فهم محيطه.

* فكل الظواهر التي تحيط بالإنسان تحدث وتتكرّر وفق السننِ التي وُضِعت لها.

* وإنّ ثبات هذه السنن والقوانين واستمرارها يُتيح للإنسان أن يكتشف كثيرًا منها، ويفهمها، ثم يُوظِّفها في خدمة البشرية.

ج. الشعور بالطمأنينة:

* تفضي معرفة هذه السنن إلى تحقيق الاستخلاف في الأرض.

* وتبعث في النفوس الطمأنينة للعدالة الإلهية المطلَقة.

* وتُرسِّخ فيها حقيقة التسليم لأمر الله تعالى، بعد الأخذ بالأسباب في دراسة السنن الطبيعية للاستفادة منها، أو الإعداد لإحراز نتائج النصر والتمكين للمجتمعات.

د. الاعتبار واستنباط الدروس:

* تُسهم معرفة السنن الإلهية في تمكين الأمّة من الوقوف على حركة التاريخ؛ للاعتبار، والاستفادة منها في بناء الحاضر ورؤية المستقبل.

* قال تعالى: {قد خَلَت من قبلكم سُننٌ فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبةُ المُكذِّبين} [آل عمران: 137].

 

أناقش

أناقش إمكانية الردّ على القائلين بأنّ خَلْق الكون والحياة كان مصادفةً، وأنه ليس مِن خَلْقِ الله تعالى.

الإجابة: تكامل السنن في الكون وانسجام بعضها مع بعضٍ يدل على أنّ مصدرها واحد، وهو الخالق سبحانه وتعالى، ويمنع وجودها بطريق المصادفة التي تستلزم وجود العبث والخلل.

 

الإثراء والتوسُّع

جعل الله تعالى لهذا الكون نظامًا يقوم على سُننٍ لا تُخرق إلا بمشيئته سبحانه، كما هو حال المعجزات التي تُعد استثناءً من القاعدة التي قام عليها الكون؛ لتكون دليلًا على صدق الأنبياء عليهم السلام ممّن أرسلها الله تعالى إليهم.

وكانت هذه المعجزات خارقةً لبعض السنن الطبيعية، ومن ذلك:

السنّة الطبيعية المعجزة
حَرْقُ النّار من يتعرّض لها جعل الله تعالى النارَ بردًا وسلامًا على إبراهيم عليه السلام، فلم تمسَّه بسوء.
اتّصافُ الماء بالانسياب والجريان شَقَّ الله تعالى طريقًا في البحر لتمكين موسى عليه السلام وأتباعه من النجاة، والحيلولة دون لحاق فرعون وجنوده بهم.
ولادة الإنسان من خلال زواج الذكر بالأنثى كانت ولادة عيسى عليه السلام من دون أبٍ.

 

دراسة معمقة

عُنيت دراساتٌ وكتبٌ كثيرة بالحديث عن السنن الإلهية، مثل كتاب (من سنن الله في عباده). وفيه تناول المؤلف عددًا من السنن الإلهية.

مستخدمًا الرمز المجاور، أرجع إلى هذا الكتاب، ثم أتعمق في دراسة إحدى السنن العظيمة، وهي سنّة التغيير. قال تعالى: {إنّ الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11].   

  الإجابة: 

هذه الآية تتناول سنّة تغيير حال الأمم على اختلافها؛ فينطبق عليها حُكم هذه السنّة الإلهية الشاملة، فإنّ الله تعالى لا يغيِّر حالة أمّةٍ من السوء والضنك إلى الرخاء والشدة حتى يبدأوا هم، فيصلحون أنفسهم بتزكيتها وتطهيرها من صنائع السوء والأخلاق الذميمة. كما تبين الآية الكريمة أنّ الله تعالى لن يُغيِّر حالة أمّةٍ من النعيم والأمن ورغد العيش إلى البؤس والشدّة والبلاء حتى يبدأوا هم فيكفروا بعد الشكر، ويتظالموا بعد العدل، ويركنوا إلى الفسوق والعتوّ والاستكبار.

فصلاح المجتمعات الإنسانية ينطلق ويبدأ من صلاح نفوس أبنائها، وفساد المجتمعات الإنسانية يقع بسبب فساد نفوس أبنائها وانطوائها على الرذائل والمفاسد.

وواقع المجتمعات الإنسانية خاضعٌ دائمًا لهذا القانون، ومن ثم فهو قاعدةٌ ثابتةٌ مطّردة في علم الاجتماع.

 

القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس:

1) أتفكّر في إبداع الله تعالى المتمثِّل في خلق الكون وما فيه.

2) أحرصُ على تسخير السنن الإلهية والاستفادة منها.

3) أسعى إلى تحقيق الازدهار الماديّ والروحيّ لمجتمعي.