مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الرواية

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

الرّواية

فنٌ أدبيٌّ نثريٌّ، يعتمد السرد في وصف شخصياتٍ وأحداثٍ على شكل قصّة متسلسلة طويلة. 

وتجتمع في الرواية مجموعة عناصر متداخلة؛ أهمها الشخصيات والأحداث والزمان والمكان والحوار والسرد.

وهي الآن من أكثر الفنون الأدبية انتشارًا وشهرة.

وتتصف الرواية بالتشويق وتنوع أساليب سردها؛ إذ لا قانون للكتابات الروائية فهي تمنح الكاتب حرية الإبداع، فيبني عالمه الروائي من سرد الأحداث وعرضه للزمان والمكان والأشخاص، وانتقائه اللغة المناسبة بطريقة خاصة تجسد ميوله الإبداعية والثقافية وأفكاره وخصوصية المجتمع الذي يمثله.

صيفية (٢٠٢٠): يعتمد السّرد في وصف شخصياتٍ وأحداثٍ على شكل قصّة متسلسلة طويلة.

الفنّ الذي تتحدّث عنه العبارة السابقة من فنون النثر الحديث:

أ- المسرحية      ب- القصة القصيرة     ج- الرّواية        د- الخاطرة

1- النشأة والتطور

للرواية أصولٌ في التراث العربي القديم، فقد كان التراث حافلًا بإرهاصات قصصية، تمثلت في فن المقامات وحكايات السمّار والسير الشعبية وقصص الصعاليك وأضرابهم، فقصة «حي بن يقظان» لابن طفيل، وقصص «ألف ليلة وليلة» وغيرهما أمثلة على وجود فن الرواية في أدبنا العربي القديم.

وقد تركت المقامات بصمات واضحة في مؤلف محمد المويلحي(1) «حديث عيسى بن هشام» وفي مؤلفات غيره من الذين اتخذوا من أسلوب المقامة شكلًا فنيّا لهم، فقد أراد المويلحي أن يستخدم القالب الروائي لتصوير التناقضات في المجتمع المصري آنذاك، بلغة السرد الروائية التقليدية التي تقوم على التتابع الزمني وربط المقدمات بالنتائج. وهناك إجماع في الأوساط النقدية على أن رواية «زينب» التي كتبها محمد حسين هيكل ونشرها سنة (1912م) هي أول رواية عربية ناضجة.

وبعد ذلك ظهر جيل من الكتّاب ألَّفوا كثيرا من الروايات، منها: «يوميات نائب في الأرياف» لتوفيق الحكيم، ورواية «سارة» لعباس محمود العقاد، و«دعاء الكروان» لطه حسين، و«أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ التي كانت أحد أسباب نيله جائزة نوبل العالمية في الأدب عام (1988م). وفي سوريا ظهرت الرواية التاريخية «سيد قريش» لمعروف الأرناؤوط، وغيرها من الروايات.

(1) محمد المويلحي (1930-1858م) نشأ في بيت ثراء وأدب، سنحت له الفرصة أن ينتقل إلى فرنسا وإيطاليا فيتقن الفرنسية والإيطالية، وفي عام (1907م) نشر قصته «حديث عيسى بن هشام.»

تطورت الرواية العربية في القرن العشرين تطورًا ملحوظًا، واستقطبت اهتمام القرّاء والنقاد على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم. كما تنوّعت أساليب كتابتها واختلفت أشكالها وتعددت أنواعها وتياراتها وصيغ تقديمها، فظهر جيل آخر من الروائيين العرب، سمي بالحداثيين، خرجوا على رؤية الرواية التقليدية وتقنياتها، وظهرت على أيدي هؤلاء الكتاب مثل: صنع الله إبراهيم، وحنّا مينا، وجمال الغيطاني، والطيب صالح، وإميل حبيبي، وعبد الرحمن منيف، وغيرهم، رؤية روائية تحمل اتجاهات معاصرة وحداثية مختلفة، من أهم سماتها أن الخطاب الروائي تجاوز المفاهيم التقليدية حول الرواية في عصورها الكلاسيكية والرومانسية والواقعية؛ وتداخلت أساليبها مع تداخلات العالم الخيالي والواقعي والتاريخي؛ ما جعلها -سواء في حبكتها أو شخوصها- أكثر تعقيدًا وأعمق تركيبًا. ووصلت الرواية بذلك إلى دنيا النص المفتوح الذي يفضي إلى قراءات متعددة لا تصل إلى تفسير نهائي للخطاب الروائي.

2- عناصر الرواية

يختلف فن الرواية عن غيره من الفنون السردية بطوله وتشابك أحداثه، وتعدد الشخصيات والأماكن والأزمنة فيه، إلا أنّ هناك عناصر مشتركة بينها وبين القصة القصيرة التي مرت بك، ومن العناصر التي تتمايز بها الرواية من غيرها:

السرد: وهو الوعاء اللغوي الذي يحتوي كل عناصر الرواية، وينقل الأحداث والمواقف من صورتها الواقعية إلى صورة لغوية تجعل القارئ يتخيلها وكأنه يراها بالعين، فلغة السّرد الروائية التقليديّة تقوم على التتابع الزمني وربط المقدمات بالنتائج، وأما أسلوب تقطيع المشهد أو الحادثة على مواقع مختلفة فإنه يجعل القارئ المتلقي يعيش حالة من التوتر والتشويق لمتابعة الأحداث ومصائر الشخوص.

تكميلي (٢٠٢١): من العناصر التي تتمايز بها الرواية من غيرها:

أ- السَّرد       ب- الحدث       ج- الصّراع      د- الحبكة

وهناك طرق ثلاث لسرد أحداث الرواية، هي:

أ- الطريقة المباشرة: تعد أكثر الطرق شيوعًا، فيها يقف المؤلف خارج الأحداث ويروي ما يحدث لشخوص روايته.

ب- طريقة السرد الذاتي: تروى الأحداث على لسان المتكلم، وهو غالبًا ما يكون بطل الرواية، ويبدو المؤلف وكأنه هو البطل.

جـ- طريقة الوثائق: يعتمد المؤلف على الخطابات والمذكرات واليوميات، ويتخذ منها أدوات لبناء رواية مترابطة الأجزاء.

وقد يلجأ الكاتب الروائي إلى طريقة من هذه الطرق ويترك أخرى، ولهذه الطرق السردية وظيفة عامة شاملة تتمثل في تحقيق توازن البناء الروائي. وتتداخل الأساليب التعبيرية الفنية في الرواية لتشكل في النهاية الحبكة الفنية التي تشكّل البناء القصصي للرواية.

صيفية (٢٠٢١): تتداخل الأساليب التعبيرية الفنية في الرواية لتشكل في النهاية:

أ- السرد الروائي  ب- الحوار الداخلي  ج- الحبكة الفنية  د- الشخصية الرئيسة

3- الرواية في الأردن

نشأت الرواية في الأردن في أعقاب ظهورها في بعض الأقطار العربية ولا سيما مصر والعراق وبلاد الشام، وهي جزء من مسيرة الرواية العربية الحديثة تخضع لما تخضع له هذه الرواية من مؤثرات، وتتأثر إلى حدّ كبير بمحيطها الثقافي، والتيارات والاتجاهات السائدة، وتكتسب هويتها من خلاله.

لم تستطع الرواية الأردنية في بدايات القرن الماضي أن تتعامل مع البناء الروائي بصورة فنية، إذ كان الكتّاب يظهرون قدراتهم البلاغية في الإنشاء الأدبي في إطار تقليدي دون اهتمام بالبناء الفني الروائي.

ظهرت محاولات روائية مثل: «فتاة من فلسطين» لعبد الحليم عباس، و«مارس يحرق معداته» لعيسى الناعوري، و«فتاة النكبة» لمريم مشعل. ثم ظهرت رواية تيسير سبول «أنتَ منذ اليوم» عام (1968م) وهي الرواية الوحيدة له، وتمتاز بأنّها أنموذج للرواية الأردنية المتناسقة فنّا ومضمونًا؛ فقد تجاوزت الوصف المباشر للشخوص إلى التحليل النفسي الداخلي، معتمدة الحوار الداخلي، وعدَّ النقاد هذه الرواية علامة على مرحلة مهمة في تأسيس الرواية الحديثة في الأردن؛ فهي رواية جديدة في بنائها وأسلوبها ولغتها وهدفها، إذ امتازت بأمرين: الأول: تصوير أزمة من أزمات وجودنا المعاصر، والثاني: أنها تضيف جديدًا على صعيد البنية السردية يتمثل في كشف العلاقات الخفية بين الظواهر والأشياء التي قد تبدو في الظاهر والواقع المعيش متباعدة أو متنافرة أو مألوفة.

وممن حققوا شهرة واسعة في الرواية الأردنية: غالب هلسا، الذي أصدر روايته «الضحك »عام (1970م)، وجمال ناجي «الطريق إلى بلحارث»، ومؤنس الرّزاز «أحياء في البحر الميت»، وطاهر العدوان «وجه الزمان»، وإبراهيم نصر الله «مجرد اثنين فقط»، وسميحة خريس «شجرة الفهود»، وهاشم غرايبة «الشهبندر»، ومحمود الريماوي «حلم حقيقي»، وجلال برجس «أفاعي النار»، وغيرهم.