مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الدعوة إلى الله تعالى

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

الإسلام هو الرسالة الخاتمة التي بعث الله تعالى بها سيدنا محمدًا إلى الناس كافة، وقد كلف الله عز وجل المسلمين بالدعوة إلى كل خير ومعروف والنهي عن كل منكر ليعم الخير، قال تعالى: ﴿وَلَتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الخيرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

الدعوة إلى الله تعالى من واجبات المسلمين، لما لها من دور كبير في إصلاح الفرد والمجتمع، وبث قيم الخير والفضيلة، والنهي عن المنكر والرذيلة.

 

أولًا: مفهوم الدعوة إلى الله تعالى وأهميتها

الدعوة إلى الله تعالى هي تبليغ الناسِ الإسلام، وتعليمهم إياه وتربيتهم عليه ودعوتهم إلى ما فيه خيرهم في الدنيا والآخرة.

وللدعوة إلى الله تعالى أهمية كبيرة ومكانة عظيمة في الإسلام:

  • فهي وظيفة الأنبياء عليهم السلام ، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾.
  • وهي طريق انتشار الإسلام والخير والرحمة بين الناس، وسبيل لهدايتهم، قال النبي: "فوالله لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رُجُلا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لكَ حمرُ النَّعَم"، (حمرُ النَّعم: الإبل الحمراء).
  • وتحقق الدعوة للناس الطمأنينة والحياة الطيبة في الدنيا والأجر والثواب في الآخرة إذا التزموها، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

 

ثانيًا : صفات الداعي

للداعي صفات وأخلاق ينبغي له أن يتحلى بها، لما لها من أثر كبير في قبول دعوته، ومن هذه الصفات:

 

أ. إخلاص النية لله سبحانه:

وهي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلّى بها الداعي، قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)، وقال النبي: "إِنما الأعمال بالنيات".:

  • فهي أساسٌ لنجاح دعوته.
  • وقبول عمله عند الله تعالى ونيل الأجر عليه.
  • وحصول عون الله تعالى ونصرته له.

 

ب. القدوة الحسنة:

 

  • وتكون بالتزام الداعي ما يدعو إليه.
  • وهي أمر مهم لإقناع الآخرين بالدعوة.
  • وقد كان النبي قدوة للمسلمين في كل شيء، فما نهى عن شيء وأتاه، وما أمر بشيء إلا كان أسرع الناس إلى القيام به، قال تعالى:(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا).
  • فالداعي يوافق قوله عمله، وهو قدوة في دعوته الآخرين، قال تعالى: ﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ).

 

ج. التزام الأخلاق الكريمة:

  • تعامل الداعي بالصدق والعفو واللين والرحمة بالمدعوين والصبر عليهم وغيرها من الأخلاق الحسنة من أفضل الطرائق لنجاح الدعوة.
  • وقد كان الخُلُق الحَسَن هو السمة المميزة لنبيِّ الرحمة سيدنا محمّد ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وقال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القلب لانفضوا مِنْ حَوَلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرُهُمْ فِي الْأَمْرِِ﴾.
  • وقد صبر النبيّ على أذى المشركين، وكان يحث أصحابه على الصبر، قال تعالى: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
  • وقد دخل كثير من الناس الإسلام نتيجة معرفة أخلاق المسلمين واطلاعهم عليها، فالمسلمون في إندونيسيا وماليزيا وكثير من البلدان الإفريقية اقتنعوا بالإسلام واعتنقوه عندما تعاملوا مع التجار المسلمين الذين كانوا نماذج أخلاقية راقية.

 

د. العلم بما يدعو إليه:

  • ينبغي للداعي أن يتصف بالعلم في ما يدعو إليه، فكلما كان علم الداعي أوسع، كان عطاؤه أكبر فالداعي على بصيرة من دعوته، يعلم ما يدعو الناس إليه، قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
  • كما ينبغي للـداعـي أن يعرف كيف يدعو الناس:
    • فيتدرج معهم.
    • ويأخذ بالتيسير لا التعسير.
    • وبالتبشير لا التنفير، قال النبي: "يَسّروا ولا تُعسروا، وَبَشِّروا، ولا تنفروا".

 

هـ. الحكمة:

  • من الصفات الضرورية للداعي الحكمة، وذلك بمراعاة الوقت المناسب، والحال المناسبة، وطريقة عرض الدعوة، فما يقال في مناسبات الأفراح، يختلف عما يقال في الأتراح، وما يقال في الشدة غير ما يقال في الرخاء، وللترغيب موطن يختلف عن موطن الترهيب، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
  • وقد كانَ النَّبيّ داعيًا حكيمًا يراعي أحوال الناس وأوضاعهم، ومن ذلك أن أعرابيًّا بالَ في المسجد، فقام إليه النَّاسُ ليؤذوه بالضّرب ونحوه، فأمَرَهم رسول الله أن يتركوه حتى يُتِمَّ بولَه، ولا يقطعوه عنه، وأن يَصُبّوا على مَوضِع بَولِه دَلْوًا كَبِيرًا من الماءِ؛ ووضَّح لهم أنَّهم إنما بعثوا "مُيَسِّرِينَ" ولم يُبعثوا "مُعَسَّرِينَ"، وقد بيَّن له خطأه وأرشده للصواب، فقال له: "إِنَّ هَذِهِ المَساجِدَ لا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هذا البَوْلِ وَلَا القَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلاةِ، وَقِراءَةِ القُرْآنِ".

 

ثالثًا: أساليب الدعوة

أساليب الدعوة هي الطرائق المؤدية إلى تبليغ الدعوة وإيصالها إلى المدعوين، وهي كثيرة ومتنوعة، والداعي الناجح من يتقن أساليب الدعوة ووسائلها، ويختار منها المناسب بحسب أحوال المدعوين وطبيعتهم، ومن هذه الأساليب:

 

أ. الموعظة الحسنة:

  • الموعظة الحسنة تخاطب القلوب والمشاعر بلطف، وتبتعد عن الزجر والتأنيب، قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حسنًا)، وعن عبد الله بن مسعود  قال: "كان النبيُّ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ؛ كَراهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا"
  • (يَتَخَولنا: يتحرى الأوقات المناسبة، كراهة السّآمة خوفًا على نفوسهم من الملل)،
  • وعن أم المؤمنين عائشة قالت: "كان النَّبيُّ ، إذا بَلَغَهُ عَن الرَّجُلِ الشَّيْء لَم يَقُلْ ما بال فلانٍ يَقولُ: كذا وكذا، ولكِنْ يَقولُ: ما بالُ أقوامٍ يَقولونَ: كذا، وكذا".

 

ب. الحوار والإقناع بالحجة والبرهان:

  • يُعدّ الحوار والإقناع بالحجة والبرهان من الأساليب المهمة التي تُستخدم في إقناع الناس بمضمون الدعوة.
  • ففي القرآن الكريم العديد من النصوص التي تذكر الحجج والأدلة، بهدف إقناع الناس بوجود الخالق سبحانه وتعالى وقدرته على الخلق والبعث، وغير ذلك من الموضوعات الإيمانية، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
  • إن الحوار والإقناع بالحجة والبرهان له أسس ومتطلبات وقواعد يجب معرفتها ليتمكن الداعي من إقناع الآخرين ومحاورتهم بالحسنى.
  • والحوار والإقناع بالحجة والبرهان منهج الأنبياء في دعوتهم الناس، فقد استخدمه سيدنا  رسول الله في دعوته الناس وفي تعليمه وإرشاده أصحابه، كما استخدمه سيدنا إبراهيم عليه السلام في دعوته، فقد قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

أَتوقَّفُ

هناك العديد من المصادر التي يرجع إليها الداعي لمعرفة أساليب

الدعوة، وهذه المصادر هي:

  • القرآن الكريم.
  • السنة النبوية الشريفة
  • سيرة النبي وأصحابه.
  • وسير العلماء والدعاة.
  • والعلوم الإسلامية والمعارف الإنسانية، مثل:
    • قواعد الحوار والإقناع والتأثير.
    • ولغة الجسد.
    • وتوظيف التكنولوجيـا فـي الـدعــوة إلى الله، وغير ذلك من الأساليب.

 

الإثراءُ والتَّوسُّعُ

هناك أمور مهمة لا بد من التزامها في الدعوة إلى الله عز وجل خصوصًا في عصرنا الحاضر، ومن ذلك:

1. استخدام التقنيات الحديثة في الدعوة إلى الله تعالى: لما لها من أهمية كبيرة، حيث وفرت كثيرًا من الجهود، وصار الداعي عبرها يستطيع الوصول إلى كثير من المدعوين ويقدم الدعوة بطريقة جديدة وشائقة وممتعة، إذ يمكن توظيف الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى الله تعالى، عبر كتابة المقالات والرسائل، وتسجيل المقاطع الصوتية والمرئية، وتقديم الندوات والمحاضرات والمشاركة في المؤتمرات، كما يمكن المشاركة في الفضائيات وغيرها.

2. تعلّم اللغات المختلفة: للقدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين لتبليغهم الدعوة، ولذلك طلب سيدنا رسول الله إلى زيد بن ثابت أن يتعلّم العبرية والسّريانية.

 

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

هناك العديد من الكتب والدراسات التي عُنيت بالدعوة الإسلامية، منها كتاب (سلسة مدرسة الدعاة)، حيث تناول موضوع الدعوة وفضلها، وصفات الداعية وأخلاقه وثقافته، وغير ذلك من موضوعات الدعوة.

 

القيمُ المستفادةُ

1. ألتَزِِمُ أخلاق الداعي إلى الله تعالى.

2. أحرصُ على الدعوة إلى الله تعالى.

3. أُخلصُ النية لله تعالى.