مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحُقوقُ الاجتماعيّةُ للمرأةِ في الإسلامِ

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

وضع الإسلام المرأة في المكانة الّتي تستحقّ، وعدّها شريكةً للرّجُل في الحياة، وأقرّ لها حقوقًا كما للرَّجُل، وحماها من أشكال العُنف كلّها، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

أتوقف

تم إقرار الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان بعد الحرب العالميّة الثانية عام 1948 م، وتضمّن نصًّا على حقوق المرأة، وهو متوافق في كثير من بنوده مع مبادئ الإسلام.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • كانت الأمم قبل مجيء الإسلام تمتهن المرأة وتبخّسها حقّها كما هو الحال عند اليونان والرّومان والفُرْسِ والهنود والعرب، قال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه «كُنَّا في الجاهِليَّةِ لا نَعُدُّ للنِّساءِ أمرًا حتّى أَنْزَلَ اللهُ فيهنَّ ما أَنْزَلَ، وقسمَ لَُهنَّ ما قَسَمَ، وذَكَرَهُنَّ الله تعالى، رَأَيْنا لَهنَّ بذِلك عَلَيْنا حَقًّا ».
  • فلمّا جاء الإسلام أقرّ لها حُقوقًا كاملة غيرَ منقوصة، ومنحها حقوقَها الاجتماعيّة بما يتناسب مع طبيعتها ودورها وغاية وجودها في الحياة، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
  • وتتعدّد الحقوق الاجتماعيّة للمرأة في الإسلام، ومن أهمّها:

 

أولًا: التّكريمُ والتّقديرُ والرِّعايةُ

كرَّم الإسلام المرأة أمًّا، وزوجة، وأُختًا وبنتًا، وجعل احترامها ورعايتها والإحسان إليها من أجلّ الطّاعات ومن ذلك أنه:

  • جعل الأُمَّ هي أَوْلى النّاس بالمعاملة الحسنة، حيث جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مَنْ أَحَقُّ النّاس بحُسْنِ صَحابتي؟ قال: «أُمُّكَ، قالَ: ثمّ مَنْ؟ قالَ: ثمّ أُمُّكَ، قالَ: ثمّ مَنْ؟ قالَ: ثمّ أُمُّكَ، قالَ: ثمّ مَنْ؟ قالَ: ثمّ أبَوُكَ ».

  • عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برِّ الأم أعظم درجةً من الجهاد في سبيل الله تعالى، فقد جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله إنّي أريدُ الجهادَ في سبيلِ الله تعالى، فقال: «أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ » فقلتُ: نعمْ، فقال: «الْزَمْ رجليها فَثمّ الجَنَّةُ ».

  • جازى الإسلامُ من يُْحسِنُ إلى البنات بالجنَّة، قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كانَ لَهُ ثَلاثُ بَناتٍ فَصَبَر علَيْهِنَّ وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقاهُنَّ، وَكَساهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ، كُنَّ لَهُ حِجابًا مِنَ النّارِ يَوْمَ القِيامَةِ »،

    • (جِدَتِهِ: وُسْعِهِ وطاقتهِ).

  • أمرَ اللهُ تعالى بحُسْنِ عِشْرةِ الزّوجة، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، ووصفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ يقومُ على رعاية زوجته وأهل بيته بأنّه من خير النّاس، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لَِأهْلِهِ، وَأَنا خَيْرُكُمْ لَِأهْلي».

  • كان من آخَرِ ما أوصى به صلى الله عليه وسلم في خُطبة حِجّة الوداع، الإحسانُ إلى النّساء.

 

ثانيًا: التَّعَلُّمُ

فرض الإسلام طلب العلم على كلّ مسلم ذَكَرًا كان أو أُنثى وخاطب المرأة مثل الرَّجل في ذلك، لتؤدّي بالعلم ما عليها من واجبات دينيّة ودُنيويّة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طَلَبُ العِلْمِ فَريضَةٌ على كُلِّ مُسلمٍ »، وقد خصّص النّبيّ صلى الله عليه وسلم للصّحابيّات وقتًا يجتمع بهنَّ، ليعلمهنَّ أمور دينهنَّ، وبرز في العلم نساء كثيرات، كأمّ المؤمنين السيّدة عائشة رضي الله عنها، الّتي كانت مرجعًا في أحكام الدّين. والمرأة اليوم تمارس حقّها في التّعلّم بشكل كبير لهذا نجدها متخصّصة في معظم المجالات التّعليميّة، كما أنّها تحرص على إكمال دراساتها العُليا في المجالات كافّةً.

أتوقف

​​​​​​​تُشير دائرة الإحصاءات العامّة في المملكة الأردنيّة الهاشميّة لسنة 2021 م أنّ نسبة الإناث الملتحقات بالجامعات الأردنية بلغت % 56، مقابل 44 % من الذكور.

 

ثالثًا: اختيارُ الزّوجِ

أقرّ الإسلام حقّ المرأة في قبول الخاطب أو رفضه، فلا تُجبر امرأة على الزّواج، وإنّما جاء اشتراطُ الإسلامِ وجودَ الوليّ في عقد الزواج:

  • لنُصْحِ المرأةِ وتوجيهها إلى حُسن الاختيار.

  • التّأكُّد من كفاءة الرَّجُل لها، وحرصًا على حقوقها.

ودليل ذلك لماّ جاءت امرأة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم تشكو أنّ أباها أراد تزويجها من ابن أخيه من غير رضاها؛ لأنّه لم يكن مُكافئًا لها، جعل النّبيُّ صلى الله عليه وسلم الأمر إليها، عندها قالت: «أجَزْتُ ما صَنَعَ أبي، ولكنْ أرَدْتُ أنْ تَعْلَمَ النّساء أنَ لَيْسَ لِلآباءِ مِنَ الأَمْرِ شَيءٌ ».

 

رابعًا الحَضانَةُ

  • أعطى الإسلام المرأة حقَّ حضانة طفلها وإرضاعه، خاصّةً في حالة افتراقها عن زوجها بالطّلاق، فتقوم الأمّ برعاية طفلها وتربيته وتغذيته بالحنان وعاطفة الأمومة الّتي يحتاجها.
  • وقد جعل الإسلام الأُمَّ أَوْلى النّاس بحضانة طفلها؛
    • لأنّ في ذلك تلبية لحاجة نفسيّة عند الأمّ وطفلها؛
    • ولأنّها أكثر عطفًا وشفقة عليه،
    • وهي الأقدر على القيام بهذا الأمر لأطفالها الصّغار،
  • وقد نصّ قانون الأحوال الشّخصيّة الأردنيّ في المادة (170): على أنّ الأُمَّ أحقُّ بحَضانة ولدها وتربيته حالَ الزّوجيّة وبعدَ الفُرْقة.

 

خامسًا: المُشاركةُ في بِناءِ الأُسرةِ وتربيةِ الأبناءِ

  • من حقّ المرأة أن تُشاركَ زوجَها في القيام بواجباته تُجاه الأُسرة، وتربية الأبناء تربية حسنة،
  • إلا أنّ الأُمَّ تتحمّل مسؤوليّة كبيرة في الحرص على تربية أبنائها على الأخلاق الحميدة، والقِيَم الإسلاميّة الحسنة، ليكونوا نافعين لأنفسهم وأوطانهم وأمّتهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَ بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ »،
    • بَعْلِها: زَوْجِها.

 

سادسًا: إِبْداءُ الرَّأيِ والمشاركةُ في بناءِ المجتمعِ

للمرأةِ الحقُّ في إبداء رأيها في الشّؤون المُختلفة كالرَّجُل تمامًا كما دلّ على ذلك العديد من الأدلة منها:

أ. موقف السّيّدة أمّ سلمة رضي الله عنها يوم الحُدَيْبِيَة، حينما أشارت على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم (عندما تأخّر أصحابه رضي الله عنهم في أن يَذبحوا هَدْيَهم، ويحلقوا رؤوسهم، ليتحلّلوا من إحرامهم بالعمرة، وذلك لعدم رضاهم بشروط صُلح الحُدَيْبِيَة؛ لأنّهم شعروا أنّها مُْجحِفَةٌ بحقّ المسلمين) أشارت بأن يخرج ولا يكلّم أحدًا منهم حتّى يَذبحَ هَدْيَه ويحلق شعره، فأخذ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم برأيها، فلمّا فعل ذلك، قاموا فَذَبحوا هَدْيَهم، وحلقوا رؤوسهم.

ب. خطب عمر بن الخطّابرضي الله عنه في النّاس ونصحهم ألّا يُغالوا في مهور النّساء، وأراد أن يحدد المهر بأربعمائة درهم، «فاعترضته امرأةٌ من قريشٍ، فقالت له: يا أميرَ المؤمنين، نهيتَ أن يزيدوا النِّساءَ في صدُقاتِهنَّ على أربعِمائةِ درهمٍ؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعتَ ما أنزل اللهُ في القرآن؟ قال: وأيُّ ذلك؟ فقالت: أما سمعتَ اللهَ يقولُ: ﴿وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا﴾، فقال: اللَّهمَّ غفرانَك، كلُّ النَّاسِ أفقهُ من عمرَ.

 ثمَّ رجع فصعد المنبرَ ، فقال: أيُّها النَّاسُ إنِّي كنتُ نهيتُكم أن تزيدوا النِّساءَ في صدُقَاتِهنَّ على أربعِمائةِ درهمٍ، فمن شاء أن يُعطيَ من مالِه ما أحبَّ » 

  • قِنْطَارًا: هو المال الكثير .
  • الصدُقات: المهور .

 

سابعًا: المُحافَظَةُ عَلى عِرْضِها وَسُمْعَتِها

جعل الإسلام المحافظة على سُمعة المرأة حقًّا من حقوقها، ومَظهرًا من مظاهر تكريم الإسلام لها ولتحقيق ذلك:

  • أوجب عليها اللّباس الشّرعيّ السّاتر، وطالبها بعدم الخضوع بالقَوْل؛ حِفاظًا عليها.

  • واجه اتّهام النّساء الطّاهرات العفيفات في أعراضهنّ بعقوبة رادعة وعادلة، ووصف من يفعلون ذلك بأنّهم فاسقون، ولا تُقْبَلُ شهادتُهم، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

أتوقف

قَذفُ المحُْصَنات: هو اتِّهام المرأة العفيفة  بارتكاب الفاحشة، بدون دليل.

 

ثامنًا: أداءُ العباداتِ الجَماعيَّةِ

كلّف الله تعالى المرأة بالعبادة مثل الرَّجُل، ولكنّه راعى ظروفها الخاصّة، وخفّف عنها في بعض التّكاليف ومن ذلك أنَّه:

  • لم يوجِبْ عَلَيْها حضور الجُمُعَةِ والجماعات.

  • وأعفاها من الصَّوْم والصّلاة في حالتَي النَّفاس والحيض، على أن تقضيَ الصَّوْم بعد ذلك، وفي هذا مراعاةٌ لحالتها الصّحّيّة.

  • كما أباح لها الذَّهاب للمسجد، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا استَأْذَنَتْ أَحَدَكُم امرَأَتُهُ إلِى المسَجدِ فَلا يَمْنَعْها »

  • كما استحبّ، النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن تخرج النّساء إلى المُصلّى في يوم العيد، قالت أُمُّ عطيّة نسيبة الأنصاريّة رضي الله عنها «أَمَرَنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَخْرُجَ في العيدَيْنِ".

 

صورة مشرقة

  • كلّف النّبيّ صلى الله عليه وسلم رفيدة الأسلمية رضي الله عنها (وهي أوّل ممرّضة في الإسلام) بتمريض سعد بن معاذ  الله عنه الذّي أُصيب بجروح بليغة في غزوة الخندق.
  • وامتدّ نشاط المرأة في عهد سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم ليشمل الزّراعة والتّجارة، فخالةُ جابر بن عبد الله رضي الله عنه وتدُعى أسماء طُلّقت من زوجها، ثمّ أرادت الخُروج من منزلها لتقطف ثمار نخلها وهي في عِدَّتِها، فنهاها رجل أن تخرج، فأتت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال لها: «بَلَ جُدِّي نَخْلَكِ، فإنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي، أَوْ تَفْعَلِ مَعْرُوفًا ».

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

  • أُقِرَّ قانونُ الجرائم الإلكترونيّة الأردنيّ عامَ 2015 م، وتضمّن مجموعة من النّصوص الّتي تحكم بتجريم أيّ اعتداء على خصوصيّة الآخرين، وما تتعرّض له النّساء، والفتيات، أو الأطفال باستخدام كلّ وسيلة إلكترونيّة ممكنة، بالتّنصّت والتّجسّس عليهم، أو الاستغلال الجنسيّ، أو نشر أعمال إباحيّة، أو توجيه المرأة، أو الطفل، أو الفتيات وتحريضهم إلى ارتكاب جرائم.