مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحياة العلمية والثقافية في الأردن في الأيوبي

التاريخ - الصف التاسع

الحياة العلمية والثقافية في الأردن في العصر الأيوبي

 

أولاً: الأردن في العصر الأيوبي

أصبحت الكرك، منذ تحريرها زمن صلاح الدين الأيوبي سنة(584/1188م)، من المراكز الإدارية في العصر الأيوبي، وقد منحها صلاح الدين الأيوبي لأخيه الملك العادل، فامتدت إمارته من السلط شمالاً إلى العقبة جنوباً، وقد اهتم الملك العادل بالمنطقة، فأعاد إليها السمة العربية والإسلامية، وأقام المساجد والمرافق في مدنها وقراها، وأولى قلعة الكرك عنايته، فأعاد بناء أسوارها. ولما استقرت الأمور في بلاد الشام ومصر للملك العادل بعد وفاة صلاح الدين الأيوبي، وأنهى صراعه مع ابن أخيه، جعل الأردن من المناطق التي يحكمها ولده الملك المعظم عيسى.

    enlightenedولمعرفة أعمال الملك الأيوبي المعظم عيسى في الكرك، تأمل الشكل الآتي:

أعمال الملك الأيوبي المعظم عيسى في الكرك

اهتم بالقرى المحيطة بالمدينة، واهتم بالزراعة وحفر الآبار أيضاً.

نظم المدينة، وأقام فيها المباني والمنشآت وعدداً من التحصينات في المنطقة، وأضفى عليها الطابع الإسلامي.

اهتم بقلعة الشوبك وحصنها، ونقل إليها الأشجار من مختلف الأقطار حتى أصبحت تضاهي دمشق في خضرتها وكثرة بساتينها.

 

 

 

 

 

 

 

وقد وجه المعظم عيسى أيضاً اهتمامه إلى باقي مناطق الأردن، فحرص على توفير الأمن بين بلاد الشام ومصر، وضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق، واهتم بمنطقة شمال الأردن والأغوار، وعمل على تأمين طريق الحج الشامي المار عن طريق الأردن، فوفر وسائل الراحة، وبنى المحطات للحجاج في مدينة معان، وحفر البرك لتوفير المياه، وأقام الحصون على طول الطريق التي يسلكها الحجاج؛ وبذا أصبحت الأردن إلى جانب دمشق وفلسطين موضع اهتمام الملك المعظم عيسى.

خلف الملك الناصر داوود والده الملك المعظم عيسى في الحكم، إلا أن الملك الناصر ترك دمشق بعد أن ضمها الملك الكامل إليه، وتوجه إلى الكرك ليؤسس إمارة أيوبية، شملت الأردن بحدوده الحالية إضافة إلى نابلس وأعمال القدس والخليل، وأصبح لإمارة الكرك مكانة مرموقة في المنطقة، واستمرت الإمارة إلى أن ضمها السلطان الظاهر بيبرس للحكم المملوكي سنة(661هـ/1263م)؛ لينهي بذلك عهد الحكم الأيوبي.

ثانياً: المراكز العملية

تميز العصر الأيوبي بنهضة علمية وفكرية، تجلت بإنشاء صلاح الدين الأيوبي الكثير من المدارس في كل من مصر وبلاد الشام لإحياء المذهب السني، ومن أشهر هذه المدارس: المدرسة الناصرية في القاهرة، واليوسفية في دمشق، والصلاحية في القدس، وقد أوقف السلطان صلاح الدين الأيوبي وملوك الأسرة الأيوبية من بعده على هذه المدارس الأوقاف من أجل إعمارها، والإنفاق على طلابها وعُلمائها. وكان لهذه المدارس دور كبير في إعداد جيل واع، تمكن من تحرير البلاد الإسلامية من سيطرة الفرنجة، وحرر القدس من أيديهم.

الوقف :  مصطلح يعني حبس رقبة المال للانتفاع به مع بقاء عينه على مصرف مباح. ومن أنواعه:

الوقف الذري: وهو الذي يوقفه الشخص لصالح ذريته من بعده للانتفاع به.

 والوقف الخيري:  الذي يوقف على وجوه الخير والمنفعة العامة مثل المدارس.

 

 

 

 

 

 enlightenedشهد الأردن حركة عملية نشطة، فكان الملك الأيوبي المعظم عيسى بارعا في صنوف الأدب والفقه والشعر، فقرب إليه العلماء، وقدم لهم الهبات والجوائز، وسار الملك الناصر داود على سيرة والده الملك المعظم عيسى، فكان شاعراً أديباً؛ اهتم بالعلم والعلماء وشجعهم، وأنشأ مكتبة في الكرك، وجمع حوله خيرة رجال الفكر في عصره، حتى أصبحت إمارة الكرك إحدى المراكز العلمية المهمة في بلاد الشام.

 

 

ثالثاً: مساهمة علماء الأردن في تطور الحركة العلمية في العصر الأيوبي

أدت سياسة الأيوبيين في الأردن إلى تطور الحياة الفكرية والعلمية، فأصبحت حواضر الأردن من المراكز العلمية المهمة في بلاد الشام، وقد نسب عدد كبير من العلماء إلى حواضر الأردن، فمنهم من نسب إلى الشوبك، والكرك، وعجلون، وباعون، وإربد، وقد صنفوا الكثير من المصنفات التي ساهمت في تقدم الحضارة الإنسانية.

 enlightenedولمعرفة أشهر علماء الأردن في العصر الأيوبي، تأمل الشكل الآتي:

من أشهر علماء الأردن في العصر الأيوبي

أبو الفرج بن موفق الدين يعقوب بن إسحاق ابن القف الكركي (ت685هـ/1286م) من أشهر أطباء عصره، انتقل إلى عجلون، وأقام فيها عدة سنوات، ومنها انتقل إلى دمشق ليعالج المرضى، ومن مؤلفاته كتاب الشافي في الطب.

محي الدين أحمد بن عبدالرحمن بن أحمد الشافعي(ت680هـ/1281م) فقيه عالم، وله شهرة في علو الهمة، وعرف بقاضي عجلون لتولي القضاء فيها، وكان له مكانة عند الملك الأيوبي الناصر يوسف صاحب دمشق فولاه وكالة بيت المال في دمشق، وفي آخر عمره ولي قضاء دمياط في مصر حتى وفاته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ومن أشهر العلماء الذين قدموا إلى الكرك، وأقاموا فيها في صحبة الملك الأيوبي الناصر داود، المؤرخ سبط بن الجوزي، مؤلف كتاب (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان)، قدم إلى الكرك وأقام فيها، وكان يتردد بين القدس ونابلس.

وقدم الكرك أيضاً المؤرخ جمال الدين بن واصل صاحب كتاب (مفرج الكروب في أخبار بني أيوب)، الذي أقام فيها بصحبة الملك الناصر داود.