مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحياة العلمية والأدبية والعمرانية في الأندلس

التاريخ - الصف الثامن

الدرس الخامس : الحياة العلمية والأدبية والعمرانية في الأندلس

الفتح الإسلامي للأندلس هو حدث حضاري مهم، امتزجت فيه حضارات سابقة كالرومانية والقوطية مع حضارة جديدة هي الحضارة العربية والإسلامية، ونتج عن هذا المزيج حضارة أندلسية مزدهرة عبرت من خلالها الحضارة العربية والإسلامية إلى أوروبا .

أولاً: الحياة العلمية والثقافية في الأندلس

تقدمت العلوم في الأندلس ، فانتشرت المدارس، ودور العلم، والمكتبات، وأنفق الخلفاء بسخاء على حركة تأليف الكتب، فكان بلاط الخليفة الناصر والحكم الثاني (المستنصر بالله) والحاجب المنصور ملتقى للعلماء والأدباء.

وقد شجع الأمراء الأمويون الأدباء والعلماء على العلم ونقل الثقافة من المشرق الإسلامي إلى قرطبة، فأنشأوا المكتبات وأشهرها مكتبة قرطبة، التي أنشأها الأمير عبد الرحمن الناصر، فكان جل اهتمامه جمع الكتب، فأنشأها لتكون إحدى المكتبات  الكبرى في قرطبة، واحتوت على الكثير من الكتب لنادرة، إلا أن المكتبة تعرضت إلى الحرق والنهب بعد سقوط الحكم العربي . 

برز في الأندلس في عهد الدولة الأموية عدد من العلماء والفقهاء مثل الفقيه يحيى بن يحيى الليثي، والعالم الجليل عباس بن فرناس وهو عالم بعلوم الفلك والكيمياء، وهو أول من حاول الطيران،  فقد كسا نفسه بقوادم النسر، وصنع لنفسه جناحين من الريش على هيئة جناحي الطير وربطهما في جسمه، ثم قام بمحاولة الطيران،  فحلق في الهواء مدة وطار مسافة بسيطةٌ ، ولكنه سقط بعدها على الأرض ومات، وكانت هذه المحاولة هي أول  محاولات الطيران في التاريخ.

ومن العلماء الأندلسيين الذين برعوا في العلوم وخاصة الهندسة وعلم النجوم والفلك والحساب العالم أبو القاسم بن أحمد إمام الرياضيين في الأندلس في زمنه .

وأما الطب فكان أكثر العلوم التي أولاها الأندلسيون اهتمامهم، وتجاوزت شهرة الأطباء الأندلسيين الحدود في زمنهم، فكان الملوك يفدون إلى قرطبة للتداوي على أيدي أطباء الأندلس .

عمد الأطباء في الأندلس استخدام المنهج التجريبي ، فأجروا التجارب على الحيوانات، وشجعت الدولة هذه التجارب، وأنشأوا المستشفيات (البيمارستانات)، وصنفوا فيها المرضى حسب الجنس ونوع المرض واتسعت خزانة (مكتبة) الطب في عهد الخليفة المستنصر بالله، وكان العلاج يوزع على المرضى مجانا .

وكان للعرب تميز خاص في علم الطب، فقد خاطوا الجروح وبرعوا في إجراء العمليات الجراحية، معتمدين في ذلك على التخدير، والطبيب أبو القاسم الزهراوي من أشهر جراحي الأندلس .

ولم يكتف العرب عند هذا الحد بل وصل بهم الأمر إلى الاطلاع على أعمال القدماء في الصيدلة، فحضروا العقاقير والأدوية، وصنفوا في علم الصيدلة الكتب. واكتشف العرب العديد من العقاقير التي ما زالت تحتفظ بأسمائها العربية في اللغات الأوروبية حتى الآن كالحناء، والحنظل، والكركم،  والكمون وغيرها .

ثانيا: الحياة الأدبية في الأندلس

أ-الأدب

أثر المشرق الإسلامي بشكل واضح في الأدب الأندلسي، لتأثير شعراء الأندلس بشعراء المشرق ، ومن أبرز الشعراء في الأندلس ابن زيدون وابن حزم الأندلسي ولسان الدين بن الخطيب، وظهر فن الموشحات الذي ابتكره مقدم بن معافى القبري، ومن أشهر وشاحي عصر الدولة الأموية في الأندلس، ابن عبد ربه الأندلسي .

وهناك عدة عوامل ساعدت على ازدهار الأدب في الأندلس منها: تشجيع الخلفاء والأمراء، والرقي الحضاري الذي وصلت إليه  الأندلس، وأثر البيئة الأندلسية الجميلة .

وبلغت اللغة العربية في الأندلس شأنا عظيما، حتى شغف بها المسيحيون واليهود، فأقبلوا على تعلمها، وقد ترجمت مختلف الكتب إلى اللغة العربية فساعد ذلك على بث روح التفاهم والوئام بين فئات المجتمع، وساعدت الترجمة على نقل الكثير من الكتب العربية من مختلف العلوم إلى أوروبا التي تدين بعلومها إلى الحضارة العربية الإسلامية .

ونتيجة لكون الحضارة العربية والإسلامية منهلا لأوروبا فقد انتقل إليها العديد من آلات الموسيقا العربية كالعود والقيثارة والدف والصنوج والطبل وغيرها. وظهرت شخصية المغني الشهير زرياب الذي برع في الغناء والموسيقا، وأضاف للعود وترا خامسا .

 

زرياب

هو الحسن بن نافع المعروف بزرياب لعذوبة صوته ولون بشرته القاتم الداكن، والزرياب اسم طائر أسود اللون عذب الصوت يعرف بالشحرور .

 

 

 

 

ب-العمارة في الأندلس

اهتم الأندلسيون بالعمارة، فبنوا الأسوار واهتموا ببناء المساجد والقصور والحمامات والحصون والقباب والقناطر المائية التي زينوها بالزخارف والنقوش، واستفاد الأندلسيون مما حملوه معهم من فن العمارة الإسلامية من المشرق، ومزجوه مع ما وجدوه في الأندلس من عمارة رومانية وقوطية، فانتجوا خليطا مميزا من فن العمارة الأندلسية، وجعلوه فنا مستقلا له سماته الخاصة التي تميزه . وما زالت هناك العديد من الآثار الخالدة التي تشهد على عظمة فن العمارة الأندلسي .​​​​​​

والمسجد الجامع الكبير في قرطبة الذي أنشأه عبد الرحمن الداخل سنة(١٧٠هـ/٧٨٦م) هو درة العمارة الدينية في عهد الدولة الأموية في الأندلس، وما زال خالدا شاهدا على عظمة الفن الأندلسي في تلك الفترة، وكان المسجد اكب جامعة إسلامية تدرس فيها العلوم، وأصبحت قرطبة مركزا دينيا وحضاريا مهما.

اعتنى الأمويون ببناء القصور، فبنى عبد الرحمن الداخل في قرطبة قصرا محاكيا لقصر جده هشام بن عبد الملك في دمشق، سماه قصر الرصافة، وشيدوا المدن، لتكون مراكز للحكم والإدارة مثل مدينة الزهراء التي أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله عام(٣٢٥هـ/٩٣٦م).

وقصر الحمراء هو من أروع القصور في تاريخ العمارة الإسلامية ، ومن أبدع الآثار الأندلسية الإسلامية حتى يومنا هذا؛ لما حواه من بدائع الصنع والفن، وبني هذا القصر في غرناطة في عهد بني الأحمر، واحتوى القصر على مبان، وأبراج، وقاعات هي غاية في الجمال والإبداع ومن أشهرها ساحة الأسود التي تمتاز بجمالها وإبداعها.