مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الاندلس

التاريخ - الصف الثامن

الدرس الرابع : الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الأندلس

أنشأ العرب في الأندلس حضارة زاهرة شملت كل المجالات، وكان لها تأثير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية .

أولاً: الحياة الاقتصادية

تمثلت الحياة الاقتصادية في نواح هي:

أ-الزراعة

اهتم العرب بالزراعة في الأندلس، فأصلحوا وسائل الري ونظموها، وبنوا السدود وشقوا القنوات، وأقاموا الجسور والقناطر، واعتمدوا على الحيوانات في حراثة الأرض، وإعدادها للزراعة، وبرعوا في تنسيق الحدائق، فأدخلوا إلى الأندلس نباتات لم تكن معروفة سابقا كالأرز وقصب السكر والعنب والحمضيات والموز وغيرها .

ومن الملاحظ أن مدينة بلنسية ما زالت تحتفظ بما تبقى من نظم العرب المتعلقة بسقاية البساتين، ومن أبرز الشواهد على تطور نظم الزراعة في الأندلس الحديقة الجميلة الملحقة بقصر الحمراء في غرناطة، فهي دليل واضح على عظمة العرب في الزراعة؛ لأنها أصبحت أنموذجا يحتذى في بناء الحدائق الغناء .

وقد أسهم علماء الأندلس في تقدم العلوم الزراعية، وصنفوا فيها كتبا علمية، واهتموا بالنباتات الطبية التي يستخرج منها الأدوية والعقاقير الطبية، والفو فيها كتبا مثل(الجامع لمفردات الأغذية والأدوية) لابن البيطار، وكتاب(الفلاحة في الأرضين) لابن العوام، وكتاب(الفلاحة) لابن بصال .

ب-الصناعة

ازدهرت الصناعة في جميع المدن، وظهرت طوائف حرفية عرفت باسم أرباب الصناع، وصار لكل حرفة رئيس منتخب من أصحابها عرف باسم الأمين، وهو مسؤول ومدافع عن أهل حرفته أمام ممثل الحكومة وهو المحتسب .

عرفت الأندلس عددا من الصناعات التعدينية والصناعات النسيجية والصناعات الغذائية، فكانت الأندلس من المناطق المهمة في العالم التي عرفت بصناعة المواد الغذائية كتجفيف الحبوب والفاكهة، وعصر الزيتون وصناعة السكر. وعرفوا صناعة المنسوجات فاشتهرت الأندلس بصناعة الملابس من الكتان والحرير. وأتقنوا فن الصباغة الأمر الذي أكسب ملابسهم الألوان الزاهية الفاخرة .

واشتهرت الأندلس في الصناعة التعدينية، وذلك لتوافر الكثير من المعادن فيها مثل الذهب والفضة والنحاس والحديد والكبريت والزجاج وغيرها، وبرعوا في صناعة الفخار المذهب والفسيفساء، ودباغة الجلود والسجاد وصناعة الورق.

بلغت الصناعات العسكرية في الأندلس شأنا عظيما من الإتقان والرقي والقوة، فمدينة مرسية اشتهرت بالصناعات الحربية، وأنشئ فيها دور لصناعة السفن الحربية لمواجهة الأخطار المحيطة بالأندلس من الخارج، لاسيما الخطر النورماندي، والخطر الفرنجي. وعرفت في عصرهم الشواني وهي سفن كبيرة تحمل الجنود والأسلحة، والطريدة وهي سفن أصغر من الشواني تحمل الفرسان والخيول جهزت للمطاردة والعمل السريع.

ج-التجارة

نشطت التجارة الداخلية والخارجية في الأندلس لإشرافها على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي ولطول سواحلها وتعدد موانئها، فكانت موانئ الأندلس تعج بالنشاط والحركة، خاصة الموانئ الشرقية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بحكم قربها من الموانئ العربية، ولا تزال معظم أسماء الأماكن في إسبانيا والبرتغال (الأندلس) عربية الأصل، وتميزت مدينة المرية بأنها قاعدة التجارة في شرق الأندلس،

وقد ساهم وجود فائض في المنتوجات الزراعية والصناعية على تشجيع التجارة النشطة، فظهرت الأسواق التي تدفقت فيها البضائع التجارية، فكان لكل مدينة سوق رئيس، فعادت على أهالي الأندلس بالرخاء والثراء، وزيادة الأمان في البحر الأبيض المتوسط ساعد في زيادة التبادل التجاري بين الأندلس والمشرق وأروبا الأمر الذي انعكس إيجابيا على الاقتصاد الأندلسي .

وتعامل التجار مع بعضهم عن طريق تبادل السلع، وأحيانا عن طريق استخدام العملة، وكانت الصكوك والسفاتج أو الحوالات من الوسائل الشائعة الاستخدام في الأندلس، وكانت المبادلات التجارية تتم بدينار الإسلامي والدينار البيزنطي .

 

عرفت الأندلس التجارية الخارجية التي تقوم على الصادرات والواردات فكان أهم الصادرات: المنسوجات والمعادن والقطن والحرير والخضار والفواكه والزيوت  والجلود ومواد الصباغة والعنبر والطيب . وأما الواردات فأهمها: التحف والأشياء الثمينة والتمور والذهب والحبوب والصمغ .

ثانيا: الحياة الاجتماعية

كان المجتمع الأندلسي خليطا من أجناس مختلفة عاشت في ظل الحكم العربي الإسلامي، وتمتعت بالتسامح الديني .

أ-فئات المجتمع

يتكون المجتمع الأندلسي من عدة فئات وهي:

أ-العرب: كانت النواة الأولى للعرب من الذين وصلوا الأندلس وهم من القبائل القيسية واليمنية، وممن وفد مع موسى بن نصير، ثم توالت هجراتهم من الشام بعد سقوط الدولة الأموية هربا من العباسيين، وسكنوا جنوب الأندلس وغربها .

ب-البربر: كان البربر يمثلون معظم الجيش الفاتح للأندلس مع طارق بن زياد، ونظرا لقرب مساكنهم من الأندلس ، توالت هجراتهم إليها ، وخاصة من قبائل زناتة وصنهاجة، واختار البربر النزول من المناطق الجبلية في الأندلس في الجنوب والوسط والغرب لتقاربها مع طبيعة بلادهم، وامتهن من سكان المدن منهم الحرف اليدوية والصيد والسقاية والبناء، وامتهن سكان البوادي تربية الماشية .

ج-المولدون: هم سكان الأندلس الأصليون الذين اعتنقوا الإسلام وأبناء العرب والبربر من أمهات إسبانيات، ولم يكن هناك فرق بين وضعهم العام ووضع العرب والبربر المسلمين في الأصل، وقد امتهنت تلك الطائفة الزراعة والتجارة، واستخدمهم الأمويون في بعض المناصب الإدارية.

ب-مظاهر الحياة الاجتماعية

تعددت فئات المجتمع في الأندلس  فقد تألفت من أجناس مختلفة في الدولة الإسلامية، وتفاعلت هذه الأجناس مع بعضها بفضل الدين الإسلامي الذي حث على التسامح الديني والفكري، فأثمرت حضارة عريقة أغنت الفكر الإسلامي .

enlightenedولمعرفة مظاهر الحياة الاجتماعية في الأندلس تأمل الشكل الآتي:

         مظاهر الحياة الاجتماعية في الأندلس

المساكن

على الرغم من تنوع الأجناس في الأندلس إلا أن المساكن كانت متجاورة، وتنوعت المساكن بين قصور وبيوت للعامة كانت ذات طابع شامي فظهرت النوافير والأروقة. وتميزت بيوت الأندلسيين بالزخرفة والنقش.

الأعياد والاحتفالات

احتفل مسلمو الأندلس بعيدي الفطر والأضحى وفيهما تقام الصلاة، ثم يبدأ الاحتفال الذي يستمر لساعات متأخرة من اليل. فيلبس الناس ملابس جديدة. واحتفلوا بالمولد النبوي ويوم عاشوراء، ورأس السنة الهجرية. والميلادية، ويوم النيروز. وكانت العطلة يومي السبت والاحد.

اللباس

كان لباس العامة جبة من الصوف أو القطن، ويرتدون على رؤوسهم عصائب الصوف الأحمر أو الأخضر، وكان العلماء يلبسون الجلابيب والعمائم وأما ألبسة النساء فهي رداء من كتان فضفاض، مزين بالحلي والجواهر .

وسائل التسلية واللهو والترفيه

مارس سكان الأندلس هوايات عدة يقضون فيها أوقات فراغهم، فنظموا سباقات الخيل، ومباريات المصارعة بالعصي، وكان اللعب بالشطرنج والنرد رائجا عندهم .