مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

التَّفَكُّرُ في خَلْقِ اللهِ تَعالى

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرةُ الرئيسةُ:

التفكرُ في خلقِ الله تعالى عبادةٌ عظيمةٌ، وقَدْ تعدّدَتِ الآياتُ القرآنيةُ الّتي تخاطبُ أصحابَ العقولِ وتحثُّهُمْ على التّفكّرِ والتَّدبُّرِ؛ ليصلَ الإنسانُ بتأملِهِ إلى الإيمانِ الراسخِ بأنَّ اللهَ تعالى واحدٌ لا شريكَ لَهُ، ويكتشفَ سننَ اللهِ تعالى في الكونِ، ويسخّرَها في عمارةِ الأرضِ.

 

أولاً: مفهومُ التّفكّرِ في خَلقِ اللهِ تعالى

هو إعمالُ العقلِ عَنْ طريقِ التأمّلِ والتّدبرِ في دقةِ خلقِ اللهِ تَعالى وإتقانِهِ وعظمتِهِ؛ لأخذِ العبرةِ والعِظةِ واكتشافِ سننِ اللهِ تعالى في كونهِ.

ولقدْ مدحَ اللهُ تعالى عبادَهُ المؤمنينَ الذينَ يتفكرونَ في خلقِهِ، فقالَ تعالى: (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض

 

ثانيًا: أهميةُ التّفكّرِ في خَلقِ اللهِ تعالى

تظهرُ أهميةُ التفكّرِ في أنَّهُ:

أ. عبادةٌ للهِ تعالى وتقرّبٌ إليهِ.

ب.يؤدّي إلى زيادةِ اليقينِ باللهِ تَعالى خالقِ هذا الكونِ ومبدعِهِ.

ج. يفتحُ الآفاقَ لطلبِ العلمِ والمعرفةِ، واكتشافِ سننِ اللهِ تعالى في الكونِ.

 

والتفكّرُ والتأمّلُ أحدُ أهمِّ أسبابِ التّقدمِ الحضاريِّ للبشريةِ؛ لِما ينتجُ عنهُ مِنْ أفكارٍ إبداعيةٍ تسهمُ في رقيِّ الحياةِ، فكثيرٌ مِنَ الاختراعاتِ والاكتشافاتِ كانَتْ نتيجةً لهذا التفكّرِ والتّدبُّرِ.

 

ثالثاً: آثارُ التفكرِ في خلقِ اللهِ تعالى:

  • الخوفُ والخشيةُ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ومداومة ذكرِهِ وتعظيمِهِ.
  • التفكر في خلق الله يزيد من الإيمان بالله ويقرب العبد من ربه.
  • العلم بسعة قدرة الله ودقَّة إتقانه للمخلوقات.

 

رابعاً: مجالاتُ التفكرِ في خلقِ اللهِ تعالى

أمرَنا اللهُ تعالى في كثيرٍ مِنَ الآياتِ القرآنيةِ بالتفكرِ والتأملِ؛ للوصولِ إلى حقيقةِ الإيمانِ باللهِ تعالى، وترسيخِهِ في القلوبِ وأخذِ العبرةِ والعظةِ، ويكونُ ذلكَ بالنّظرِ والتفكرِ في خلقِهِ سبحانهُ وتعالى:

أ.  خَلْقُ السّماواتِ والأَرضِ:

تدعونا آياتُ القرآنِ الكريمِ إلى التّفكرِ في خلقِ السّماواتِ والأرضِ، قالَ تعَالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوٓاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَٰهَا وَزَيَّنَّٰهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾، وقالَ تعَالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾  فَمَنْ تفكّرَ وأمعنَ النّظرَ مستعينًا بأدواتِ العلمِ الحديثةِ في حركةِ النّجومِ والمجرّاتِ، لأدهشَهُ دقةُ نظامِها وسَيرِها مِنْ غيرِ تصادمٍ بينَها، بالرَّغمِ مِنْ سرعتِها وضخامةِ حجمِها.

 

وَمَنْ تأمّلَ وتدّبرَ كيفَ خلقَ اللهُ تعالى السماواتِ بغيرِ أعمدةٍ، وزيَّنَها بالنّجومِ، وجعلَ الأرضَ تدورُ حولَ نفسِها ليحصلَ تعاقُبُ اللّيلِ والنّهارِ، وتدورُ حولَ الشّمِسِ لينتجَ عَنْ ذلكَ تقلّبُ الفصولِ، تيقّنَ عظمةَ اللهِ تعالى في خلقِهِ.

 

ب.خَلْقُ الكائناتِ الحية:

إنَّ المتَأَمِّلَ في خلقِ الكائناتِ المتنوعةِ عى اختلافِ وظائفِها وخصائصِها وبيئتِها، لَيُدهِشُهُ دقَّةُ نظامِها وهِيَ تؤدّي دورَها في الحياةِ على أكملِ وجهِ، قالَ تَعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ.

1) التّفكرُ في خلقِ الإنسانِ:

إذا أمعنَ الإنسانُ النّظرَ في خلقِهِ لَوجَدَ أنَّ اللهَ تعالى خلقَهُ بدرجةٍ عاليةٍ مِنَ الإتقانِ والدّقةِ، وقَدْ أمرَنا اللهُ تعالى بِأَنْ نبحثَ ونتأمّلَ في هذا الخلقِ، قالَ تعالى: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾:

  •  وإذا تأمّلَ في عينِهِ وجدَ أنَّ فيها ملايينَ الخلايا، مِنْ أجلِ الرُّؤيةِ الدقيقةِ.
  • كما أَنَّ دماغَ الإنسانِ فيهِ مئاتُ الملايينِ مِنَ الخلايا العصبيةِ الّتي تعملُ وفقَ نظامٍ دقيقٍ محكَمٍ، قالَ تعالى: ﴿هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾، فتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقينَ!

2) التفكرُ في خلقِ الحيواناتِ:

  • خلقَ اللهُ عزَّ وجلَّ أنواعًا كثيرةً مِنَ الحيواناتِ، مِنْها الّتي تمشي على الأرضِ، ومِنْها التي تحلّقُ في السّماءِ، ومِنْها التي تسبحُ في البحارِ.
  • وجميعُ هذهِ الحيواناتِ تنتمي إلى أُمَمٍ، ولَها أشكالٌ وألوانٌ مختلفةٌ.
  • وهِيَ أنواعٌ وأجناسٌ، كما أنَّها لا تُعَدُّ ولا تُحصى، قالَ تَعالى: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ .

 

3) التفكّرُ في خلقِ النباتاتِ:

  • مِنْ مظاهرِ قدرةِ اللهِ تعالى في النباتاتِ أنَّها تتنوعُ في الطعمِ واللّونِ، مَعَ أنَّها تتغذّى على  العناصرِ الغذائيّةِ نفسِها، وهِيَ: الضّوءُ، والماءُ، والأكسجينُ، والمعادنُ، وغيرُها، قالَ تعالى:﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).