التنوُّعُ الحيويُّ: أهمِّيَّتُهُ وأصنافُهُ
التنوُّعُ الحيويُّ: هو تنوُّعُ وتعدُّدُ الحياةِ للكائناتِ الحيَّةِ على الأرضِ منْ مختلفِ الأنواعِ، وفي مختلفِ المُستوياتِ والبيئاتِ. وتظهرُ أهمِّيَّةُ التنوُّعِ الحيويِّ في مجالاتٍ عدَّةٍ، كما يأتي:
1- المجالُ البيئيُّ: يُسهمُ التنوُّعُ الحيويُّ في البيئةِ منْ خلالِ توفيرِ غازِ الأكسجينِ، وعمليَّةِ تلقيحِ النباتاتِ، ومُكافحةِ الموادِّ الضارَّةِ المُؤثِّرةِ في الكائناتِ الحيَّةِ، ومُعالجةِ المياهِ العادمةِ وتنقيتِها، والتغلُّبِ على مشكلةِ تغيُّرِ المُناخِ، وتقليلِ انقراضِ بعضِ أنواعِ الحيواناتِ والكائناتِ الحيَّةِ الذي يتسبَّبُ الإنسانُ في حدوثِهِ.
معلومة: غاباتُ حوضِ الأمازونِ: إحدى أكثرِ المناطقِ تنوُّعًا في الحياةِ النباتيَّةِ والحيوانيَّةِ ويطلق عليها رئة العالم)
2- المجالُ السياحيُّ: يُساعدُ التنوُّعُ الحيويُّ على توفيرِ بيئةٍ مناسبةٍ للأنشطةِ السياحيَّةِ المُختلفةِ، مثلِ مُمارسةِ الصيدِ، ومُراقبةِ الطيورِ والحيواناتِ البرِّيَّةِ.
3- المجالُ الاقتصاديُّ: يُساعدُ التنوُّعُ الحيويُّ على مرونةِ العملِ الاقتصاديِّ منْ خلالِ توفيرِ الموادِّ الخامِ اللازمةِ للبناءِ والاستثمارِ في الطبيعةِ
4- - المجالُ العلميُّ والصحِّيُّ: يُسهمُ التنوُّعُ الحيويُّ في زيادةِ قدرةِ الإنسانِ على البحثِ وتطويرِ صناعاتِ الأدويةِ منَ النباتاتِ؛ كاستخلاصِ حبوبِ الأسبرينِ منْ نباتِ الصفصافِ الاستوائيِّ.
نبات الصفصاص الاستوائي
انواع التنوُّعِ الحيويِّ
1- التنوُّعُ الجينيُّ (الوراثيُّ)
هو تشكُّلُ الخصائصِ الوراثيَّةِ عندَ الكائناتِ الحيَّةِ، والتي تنتقلُ منْ جيلٍ إلى آخرَ، ولا تكونُ الجيناتُ نفسُها مُتشابهةً بينَ أيِّ كائنَيْنِ منَ النوعِ نفسِهِ، ممَّا يؤدِّي إلى بقاءِ الكائناتِ الحيَّةِ.
2- التنوُّعُ المرئيُّ (الظاهريُّ) وهو تنوُّعُ الكائناتِ الحيَّةِ، ونسبةُ كلِّ نوعٍ منْها في الموطنِ البيئيِّ بوصفِهِ المكانَ الطبيعيَّ الذي توجدُ فيهِ الكائناتُ الحيَّةُ وتتفاعلُ.
3- التنوُّعُ البيئيُّ: يشيرُ إلى التباينِ في الموئلِ داخلَ مِنطقةٍ جغرافيَّةٍ وذلكَ منْ بلدٍ إلى بلدٍ، واختلافِ درجاتِ الحرارةِ والأمطارِ في كلٍّ منْها.
العواملُ الجغرافيَّةُ المُؤثِّرةُ في التنوُّعِ الحيويِّ
1- الموقعُ الفلكيُّ
تختلفُ نسبةُ التنوُّعِ الحيويِّ حسبَ دوائرِ العرضِ، إذْ تتوافرُ النسبةُ الكبيرةُ منَ التنوُّعِ الحيويّ في المناطقِ الاستوائيَّةِ ذاتِ الأمطارِ الغزيرةِ والحرارةِ المُرتفعةِ، بينَما ينخفضُ التنوُّعُ الحيويُّ في المناطقِ القُطبيَّةِ.
2- الارتفاعُ عنْ مُستوى سطحِ البحرِ
يتباينُ التنوُّعُ الحيويُّ معَ الارتفاعِ عنْ سطحِ البحرِ، حيثُ يكونُ كبيرًا في المناطقِ السهليَّةِ والمُنخفظةِ، ثمَّ يتناقصُ كلَّما زادَ الارتفاعُ حتَّى يصلَ إلى حالةٍ منَ الفقرِ عندَ قِممِ السلاسلِ الجبليَّةِ العاليةِ.
3- توزُّعُ اليابسةِ والماءِ
تختلفُ العواملُ المُؤثِّرةُ في التنوُّعِ الحيويِّ بينَ اليابسةِ والماءِ، فدرجاتُ الحرارةِ، والرطوبةُ، والرياحُ الأكثرُ تأثيرًا في التنوُّعِ الحيويِّ على اليابسةِ، بينَما تُعدُّ عواملُ الضغطِ الجوِّيِّ ودرجةُ الملوحةِ ودرجةُ العُكورةِ والضوءُ، والتَّيَّاراتُ المائيَّةُ الأكثرَ تأثيرًا في البيئةِ المائيَّةِ.
4- المساحةُ
يزدادُ التنوُّعُ الحيويُّ في المناطقِ البيئيَّةِ ذاتِ المساحةِ الكبيرةِ، بينَما يقلُّ في المناطقِ البيئيَّةِ صغيرةِ المساحةِ؛ فمثلًا يقل التنوع الحيوي في الجزرِ البحريَّةِ الصغيرةِ، بينَما يزدادُ في الكتلِ القارِّيَّةِ ذاتِ المساحةِ الكبيرةِ.
المشكلاتُ التي تواجهُ التنوُّعّ الحيويَّ
يواجهُ التنوُّعُ الحيويُّ العديدَ منَ المشكلاتِ بفعلِ العواملِ الطبيعيَّةِ والبشريَّةِ التي تُهدِّدُ بقاءَهُ بشكلٍ مناسبٍ للكائناتِ الحيَّةِ، ومنْها: التصحُّرُ، والصيدُ الجائرُ، والتلوُّثُ، والاحتباسُ الحراريُّ، وارتفاعُ درجاتِ الحرارةِ، وقطعُ أشجارِ الغاباتِ وتحويلُها إلى أراضٍ زراعيَّةٍ، والأنواعُ الدخيلةُ للكائناتِ الحيَّةِ على نظامٍ بيئيٍّ جديدٍ، والنموُّ السكَّانيُّ والعمرانيُّ السريعُ، والتحضُّرُ، وانقراضُ الكائناتِ الحيَّةِ.
الانقراض: هو موتِ آخرِ مخلوقٍ منْ نوعٍ مُعيَّنٍ منَ الكائناتِ الحيَّةِ كالديناصوراتِ
التنوُّعُ الحيويُّ في الأردنِّ
تتنوَّعُ الحياةُ البرِّيَّةُ في الأردنِّ، وتمتازُ بوجودِ مجموعةٍ منَ النباتاتِ والحيواناتِ التي تتلاءمُ طبيعةِ أجسامِها وتكوينِها معَ البيئةِ الموجودةِ فيها.
فمثلًا تعيشُ في الأردنِّ حاليًّا العديدُ منْ أنواعِ الثديَّاتِ، كالضبع المخطط والوشق الصحراوي، والثعلب الاحمر ،والارنب البري الجبلي.
وفي خليج العقبةِ تعيشُ مجموعةٌ منَ الكائناتِ البحريَّةِ كالشعب المرجانيةِ، وقنديلِ البحرِ، وسرطان البحر، والربيانِ وأنواعٍ مختلفةٍ منَ الأسماكِ، والديدانِ في قاعِ البحرِ الرمليِّ.
