** من أهداف وجود الأمة الإسلامية :
- تحقيق مبدأ عمارة الأرض
- وتحقيق التقدم والرفاه
- ومواكبة مستجدات الواقع فقدموا للإنسانية حضارة متميزة شملت جوانب الحياة المختلفة، لا تزال آثارها ممتدة إلى عصرنا الحاضر.
أولا : مفهوم الحضارة :
الحضارة هي : منجزات الأمة المادية والمعنوية في مجالات الحياة جميعها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والفنية وغيرها من المجالات
** للحضارة جانبان : جانب معنوي وجانب مادي
| الجانب المعنوي | الجانب المادي |
|---|---|
| القوانين والقيم والأفكار والتراث والآداب | وسائل الاتصالات والمواصلات والعمارة والبناء والصناعات |
** أسس بناء الحضارة الإسلامية :
استمدت الحضارة الإسلامية أسس بنائها من : القرآن الكريم / والسنة النبوية / ثم الإفادة من الخبرات والعلوم البشرية المكتسبة
** الفضائل التي قامت عليها الحضارة الإسلامية :
قامت على فضائل خلقية واجتماعية وإنسانية وعلى العقيدة الربانية والتي مصدرها وحي من الله تعالى.
ثانيا : خصائص الحضارة الإسلامية :
تميزت الحضارة الإسلامية بعدة ميزات وخصائص منها : الإنسانية والعالمية / الوسطية والتوازن / المرونة والانفتاح
| الخصائص | الشرح | الدليل |
|---|---|---|
| الإنسانية والعالمية |
- الإنسان أهم مخلوقات الله تعالى - جميع الأنشطة البشرية لا بد أن يكون هدفها سعادة الإنسان ورفاهيته - كل عمل يحقق هذا الهدف هو عمل في سبيل الله - اهتمت بالناس جميها بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو دينهم - الافتخار بالعلماء الذين أقاموا صرحا للأمة وعاشت فيه الشعوب في ظل الإسلام وسماحته وعدله |
- قال الله تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) |
| الوسطية والتوازن |
- وازنت بين جوانب عدة : بين الجانب الروحي والمادي / التمتع بالحياة الدنيا دون إفراط أو تفريط أو غلو / - وازنت بين حاجات الفرد وحاجات الجماعة مثل : ( سمحت بالملكية الفردية وأقرت حق المجتمع فيها // أباحت للفرد حرية التصرف بماله كما يريد ما لم يكن فاسدا ، أو يؤدي إلى ضرر بالآخرين ) |
- قال الله تعالى ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين ) |
| المرونة والانفتاح | - استفادت الحضارة الإسلامية من الحضارات السابقة والثقافات الإنسانية ، وأفادتها بإنجازاتها | _________________________ |
ثالثا : أسباب ازدهار الحضارة الإسلامية :
قدمت الحضارة الإسلامية للبشرية قيما وإنجازات خيرة ما كانت لتحدث لولا عوامل وأسباب قامت عليها هذه الحضارة ، وهي ذاتها ما تحتاجه الأمة اليوم لإعادة دورها الحضاري ومن هذه الأسباب :
حقائق الإيمان / العلم /
_ حقائق الإيمان :
- لا بد للإنسان كي يتخذ لنفسه موقفا في الحياة ويحدد سلوكه ويبني مجتمعه من تصور للوجود يكون أساسا لسلوكه
- يستمد هذا التصور من حقيقة الإيمان القائمة على أركان الإيمان الستة
- مما يقوده لكي يكون عنصرا خيرا فاعلا في بناء الحضارة الإنسانية ومن صور حقائق الإيمان كسبب لازدهار الحضارة الإسلامية :
- العبادة مظهر عملي وسلوكي لحقائق الإيمان ، والتي تنقلها من حيز الفكر المجرد إلى حيز القلب الذي يحس ويشعر، فتكون قوة دافعة للإنسان للعمل والتطبيق
_ والعبادة تعطي الإنسان القوة والإرادة لمواجهة مصاعب الحياة / فالمجتمع الأقدر على الثبات والتضحية هو الأقدر على بناء حضارته.
_ تغذي العبادة روح الإنسان وقلبه فيوظف طاقته لبناء الحضارة وليس في الشر والطغيان
- العلم :
- حث الله تعالى المسلمين على طلب العلم ليتعرفوا إلى خالقهم ، وليتمكنوا من الإسهام في عمارة الكون وبناء الحضارة
- لم يفصل الإسلام بين علوم الدين وعلوم الدنيا بل كانت دعوته للعلم عامة
- حيث أطلق لفظ العلم والعلماء في كل مكان وردا فيه ، الآية ( وقل رب زدني علما )
- ربط الإسلام بين العلم والعمل والحياة، حيث دعا لتعلم العلوم التجريبية النافعة للأمة والإنسانية
- أهم ما يتسلح به لمسلم لبناء الحضارة هو العلم بالواقع المعاصر إضافة للتخصص في شعب المعرفة والعلم بالسنن الكونية والاجتماعية والاجتهاد الفكري
رابعا: أسباب تراجع الدور الحضاري للمسلمين :
تراجعت الحضارة الإسلامية لأسباب داخلية وخارجية :
** الأسباب الداخلية : سيطرة الحياة المادية وغياب الفهم الصحيح لبعض المفاهيم الإسلامية / انتشار الفرقة والعصبية / التراجع العلمي وتوقف حركة البحث والاجتهاد وانتشار التقليد
** الأسباب الخارجية : الهيمنة العسكرية والسياسية / الهيمنة الاقتصادية / الهيمنة الثقافية والفكرية
** شرح الأسباب الداخلية :
** 1 ** سيطرة الحياة المادية وغياب الفهم الصحيح لبعض المفاهيم الإسلامية :
- توجه البعض للدنيا تاركين حقائق الدين والإيمان
- ومن الفهم الخاطئ عند البعض أن البعض يعتقد أن الدين عبارة عن ترك الدنيا وملذاتها وأن التقوى ملازمة المسجد والعبادة
- والصواب هو التوازن بين الدنيا والآخرة ، التمتع بملذات الدنيا بالحلال والالتزام بعبادة الله من صلوات وفرائض
** 2 ** انتشار الفرقة والعصبية :
- جعل البعض الاختلاف في الآراء على أنه محل للنزاع والتباغض
- بل يجب أن ينظروا إلى الاختلاف على أنه سنة من سنن الله في الكون.
** 3 ** التراجع العلمي وتوقف حركة البحث والاجتهاد وانتشار التقليد : وهذا أضعف المسيرة الحضارية والأمة الإسلامية
شرح الأسباب الخارجية :
** 1 ** الهيمنة العسكرية والسياسية :
- تمكن الأجنبي من احتلال بلاد المسلمين والسيطرة على شعوبها
- وبث الخلاف والفرقة بين المسلمين ليسهل عليه مواجهتهم والتغلب عليهم
** 2 ** الهيمنة الاقتصادية :
- حيث سيطرت بعض القوى العالمية على مصادر الثروة في العالم الإسلامي
- وربطت العملات الوطنية بالعملات الأجنبية
** 3 ** الهيمنة الثقافية والفكرية :
- تعظيم الحياة الغربية واتباع أنماطها بوصفها سببا للحضارة
- إضعاف الروح الإسلامية لدى المسلمين
- قبول الأفكار الغربية والمبادئ الوافدة التي تتعارض مع القيم الإسلامية
- تشويه التاريخ والحضارة الإسلامية
خامسا : إعادة البناء الحضاري للمسلمين :
على المسلم أن يؤدي دوره المنوط به تجاه حضارته العربية والإسلامية وإعادة دورها الريادي في بناء الإنسانية ومما يعين المسلم على ذلك :
1** حسن فهم الإسلام وجدية الالتزام بأحكامه :
- من خلال تطبيق الإسلام من خلال التكامل والتوازن بلا تطرف ولا جمود
- لذا ينبغي العودة للفهم الصحيح للإسلام ، الآية ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )
- يجب تقوية الإيمان والعمل الصالح باعتبارهما الخطوة الأولى في إيجاد الشخصية المسلمة وقيامها بواجباتها في عمارة الأرض
2 ** الحرص على الإفادة من المنهج العلمي في صناعة المعرفة والتقدم :
- من خلال الإفادة من تقنيات العصر ومعطياته سواء تلك التي أوجدها المسلمون / أو التي أوجدها غيرهم
- يستفيد المسلم من معطيات الحضارات الأخرى في الأشياء المفيدة والنافعة والتي لا تتعارض مع مبادئ الإسلام وقواعده
3 ** المبادرة إلى التخلص من السلبيات التي يعيشها الناس اليوم : مثل :
أ- التعصب المذهبي
ب- التطرف الفكري السلوكي
- ج الإلحاد أو اللادينية التي تقوم على رفض ارتباط الدين بالدنيا
د- عدم إدراك قيمة الوقت .