مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الاستغفار

العلوم الإسلامية - الصف الأول ثانوي أدبي

التَّعلمُ القَبلِيُّ

 

  • حثّ الإسلام على عبادة الله تعالى وطاعته، ومن أعظم هذه العبادات ذكر الله تعالى.
  • وقد مدح الله تعالى الذاكرين ووعدهم بالمغفرة والأجر العظيم، وذلك لما لذكر الله تعالى من أثر في ارتباط المسلم بالله تعالى والالتجاء إليه وصدق الإيمان به وتعظيمه والتوكل عليه، قال تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
  • ولذلك فقد شرع الله عز وجل للمسلم أذكارًا تربطه به في سائر شؤون حياته، مثل: أذكار الصباح والمساء، ودخول المنزل والخروج منه، والنوم والاستيقاظ، وغيرها.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

  • لا يخلو الإنسان من ارتكاب الخطأ والزلل، لذلك فتح الله عز وجل له باب التوبة من الذنوب كبيرها وصغيرها.
  • وقد قُرنت التوبة بالاستغفار في العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوي الشريفة.

 

أولاً: مفهوم الاستغفار وأهميته

  • هو طلب المغفرة من الله تعالى لنيل رحمته ومحو الذنوب والنجاة من النار والفوز بالجنة.
  • وقد جاء الاستغفار بصيغ متنوعة، مثل: (رَبِّ اغْفِرْ لِي)، و(أَسْتَغْفِرُ اللهَ)، و(لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)، وغيرها من الصيغ.
  • والاستغفار يحقق معنى العبودية والخضوع لله تعالى، ولذلك جعل الله تعالى له أهمية كبيرة في حياة المسلم، ومما يدل على ذلك:

 

أ. كثرة ذِكر الاستغفار في القرآن الكريم والدعوة إليه والأمر به:

  • فقد تكررت كلمة (غفر) بمشتقاتها أكثر من مئتي مرة في القرآن الكريم،
  • فأحيانًا يأمر به الله عز وجل كما في قوله تعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • وأحيانًا يمدح المستغفرين ويثني عليهم كقوله تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾.
  • وأحيانًا أخرى يذكر الله عز وجل أنه يغفر للمستغفرين، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).

 

ب. ملازمة الاستغفار من صفات الأنبياء عليهم السلام:

  • قد ورد على لسان سيدنا نوح عليه السلام قوله تعالى:(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ).
  • وعلى لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام قوله تعالى:(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).

 

ج. الاستغفار فيه معنى تحقيق العبودية والخضوع والتذلل لله تعالى، قال الله تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام:(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾.

 

ثانيًا: آثار الاستغفار

للاستغفار آثار إيجابية عظيمة تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة، منها:

  • بثّ السكينة والطمأنينة في نفس المسلم؛ لأنه يتيقن رحمة الله تعالى، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
  • نيل المغفرة من الله تعالى ومحو سيئاته ورفع درجاته، قال تعالى:(وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا).
  • جلب الخير والرزق والنفع لصاحبه وإدامة النعم التي أنعم الله تعالى بها عليه، قال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).
  • نيل رحمة الله تعالى، والنجاة من العذاب، قال الله تعالى على لسان سيدنا صالح عليه السلام: (قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾.
  • نقاء القلب وصفاؤه، قال رسول الله : (إنَّ المؤمن إذا أذنب ذنبًا كانت نُكتةٌ سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر، صقلَ منها، وإن زاد زادت حتى يُغَلَّفَ بها قلبه، فذلك الرّانُ الذي ذَكَرَ اللهُ في كتابه:(كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ).
  • تفريج الهموم ورفع الدرجات في الآخرة، قال رسول الله ﷺ: (إنَّ الرجل لتُرفَعُ درجَتُهُ في الجنَّةِ فيقولُ: أنَّى هذا؟ فيُقال: باستِغفارِ وَلَدِكَ لَكَ).

 

صور مشرقة

شكا رجل إلى الحسن البصري الجدب، فقال له: استغفرِ الله، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفرِ الله، وقال له آخر : ادْعُ الله أن يرزقني ولدًا فقال له: استغفرِ الله، وشكا إليه آخر جفاف بستانه فقال له: استغفرِ الله. فقال له أحد تلاميذه: أتاك رجال يشكون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار. فقال: مــا قـلـت مـن عـنــدي شيئًا، إن الله عز وجل يقول في سورة نوح: ﴿فَقُلْتُ  اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).

 

الإثراء والتَّوسُّعُ

1. كان سيدنا رسول الله يكثر من الاستغفار مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال : "والله إنّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً".

وقد كان سيدنا رسول الله يستغفر الله تعالى في جميع الأوقات ويكثر منه في بعضها، مثل: استغفاره بعد الانتهاء من المجلس، وفي ثلث الليل الأخير، وبعد التسليم من الصلاة، فقد" كانَ رَسولُ الله إذا انصرف من صلاته استَغفرَ ثلاثًا".

 

2. صيغ الاستغفار: من صيغ الاستغفار الصحيحة التي وردت عن النبي ﷺ ما يسمى (سيد الاستغفار) وهو" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهدِكَ ووعدك ما استطعتُ، أعوذُ بكَ من شرِّ ما صنعتُ، أبوءُ لك بنعمتِكَ عليّ، أبوءُ لكَ بذنبي فاغفر لي؛ فإنَّهُ لا يغفِرْ الذُّنوبَ إلا أنتَ".

 

أَتوقَّفُ

الاستغفار مستحب في جميع الأوقات، ومن أفضلها وقت السحر وهو آخر الليل قبيل الصبح (الفجر).

 

دراسةٌ مُعمَّقةٌ

من الكتب التي تناولت الأذكار ومنها الاستغفار ، كتاب (الأذكار) للإمام النووي رحمه الله، الذي تحدث فيه عن الأذكار، مثل أذكار الصلاة والصيام والحج، وما يقوله المسلم في الليل والنهار وغير ذلك.

 

 

 

القيمُ المستفادةُ

1. أَحرصُ على المداومة على الاستغفار في حياتي.

2. أُدركُ أثر الاستغفار على حياتي.

3. ألتزمُ سنة النَّبِّي في الاستغفار في جميع الأوقات.