الدرس السادس :الاتحاد الألماني

أولاً: أوضاع ألمانيا قبيل الوحدة

كانت ألمانيا قبيل نهاية القرن الثامن عشر الميلادي خاضعة للحكم النمساوي، ومقسمة إلى أربعمئة ولاية تقريباً، أكبرها بروسيا، وكان لكل ولاية حكومتها وقوانينها وجيشها الخاص، ثمّ قلّص نابليون عددها إلى (۳۸) ولاية، وبعد هزيمة نابليون وانعقاد مؤتمر فينّا عام 1815م، سيطرت النمسا على ألمانيا مرة أخرى، واتّبعت سياسة مستبدة تجاه الألمان، تمثلت في ما يأتي:

1- تضييق الحريات العامة مثل حرية الرأي والصحافة.

٢- منع الاجتماعات والتكتلات وتشكيل الجمعيات السياسية، وزجّ الأحرار بالسجون.

3- إقامة الحواجز الجمركية بين الولايات الألمانية.

وقفت النمسا عائقاً أمام الوحدة الإيطالية والاتحاد الألماني .

لأنها كانت تحتل أراضي الدولتين وتحكم معظم أراضيها بشكل مباشر .

لمعرفة تقسيمات ألمانيا قبيل الوحدة ، تأمل الخريطة (4-24):

ثانياً: استعداد بروسيا لتوحيد ألمانيا

تولّت بروسيا مهمة تحقيق الاتحاد الألماني في القرن التاسع عشر، وكانت أولى خطواتها في هذا المجال:

1- إنشاء الاتّحاد الجمركي (الزولفرين) عام 1844م

وقد ساعد ذلك على تحقيق الوحدة الاقتصادية لألمانيا، بوصفها خطوة تمهيدية للوحدة السياسيّة.

2-  الإصلاحات الداخلية

فقد عملت بروسيا على تقوية نفسها عسكرياً، واجتماعياً، واقتصادياً، بوساطة الإصلاحات التي قام بها فريدريك الأكبر (1840- 1860)، وهي: تقوية الجيش بفرض التّجنيد الإجباري، وتدريب القوات وتسليحها حتى أصبح الجيش البروسي من الجيوش المتطورة آنذاك، والاهتمام بالتعليم، وتعديل النظام الضريبيّ، وإلغاء الرقّ، وقد مهدت هذه الإصلاحات إلى الوحدة الألمانية في عهد وليم الأول ومستشاره بسمارك.

ما الآثار التي ترتّبت على إنشاء الاتّحاد الجمركي (الزولفرين)؟

ساعد ذلك على تحقيق الوحدة الاقتصادية لألمانيا، بوصفها خطوة تمهيدية للوحدة السياسيّة، . ، وأعلنت حرية التجارة وألغيت التعرفة الجمركية بين الولايات الألمانية

ثالثا: عوامل قيام الاتحاد الألماني

أسهمت مجموعة عوامل داخلية وخارجية في قيام الاتحاد الألماني، لتعرفها تأمل الشكل (4-25):

عوامل قيام الاتحاد الألماني
عوامل داخليّة - الثورات التي قامت في ألمانيا ضد الهيمنة النمساوية، واشترك فيها شرائح المجتمع الألماني كافة. الوحدة الاقتصادية عن طريق اتّحاد الزولفرين الذي كان تمهيدا للوحدة السياسية بين الولايات الألمانية .	عوامل خارجيّة - مبادئ الثورة الفرنسية، وحروب نابليون. - انتصار القومية في إيطاليا وتحقيق وحدتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رابعاً: مراحل الاتحاد الألماني

مرّ الاتحاد الألماني بعدد من المراحل، هي:

1- المرحلة السياسيّة

كان بسمارك سياسياً ودبلوماسياً، بارعاً في التعامل مع من حوله حسبما تقتضيه حاجة بلاده، وأيقن أنّ وحدة ألمانيا لا تتحقّق إلا بالقوة؛ لاستحالة الاتّفاق بينها وبين النمسا، ولذلك اتخذ خطوات إصلاحية، وهي:

أ- بناء جيش قوي يمكن الاعتماد عليه في إقامة دولة قوية في ألمانيا.

ب- حلّ البرلمان البروسيّ بسبب الأزمة بين الطرفين والخلاف حول إصلاح الجيش ومعارضة المجلس للتصديق على الموازنة.

جـ- تحييد الدول الأوروبيّة (فرنسا، روسيا، إيطاليا) لتبقى النمسا وحيدةً أمامه.

كيف هيّأ بسمارك الظروف الدولية في أوروبا للحرب مع النمسا؟

كان بسمارك سياسياً ودبلوماسياً، بارعاً في التعامل مع من حوله حسبما تقتضيه حاجة بلاده، وأيقن أنّ وحدة ألمانيا لا تتحقّق إلا بالقوة؛ لاستحالة الاتّفاق بينها وبين النمسا، لذلك اتخذ خطوات إصلاحية منها ، بناء جيش قوي ، وتحييد الدول الأوروبية (فرنسا ، روسيا ، إيطاليا) لتبقى النمسا وحيدة أمامه .

بسمارك وُلد بسمارك عام 1815م - ومعنى اسم بسمارك الرجل الحديدي - درس القانون وعمل في المحاماة، وأصبح رئيس وزراء ألمانيا عام 1862م، ثمّ مستشاراً لألمانيا، وتوفيّ 1868م.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

2- المرحلة العسكرية

بعد أن نظّم بسمارك شؤونه السياسيّة، خاض ثلاثة حروب لتحقيق الاتّحاد الألمانيّ، هي:

أ- الحرب مع الدنمارك عام 1864م

خاض بسمارك حربه الأولى مع الدنمارك لاستعادة دوقيّتي شلزويج وهولشتاين، اللّتين كان سكانهما من الألمان، وكانتا تخضعان لاحتلال الدنمارك، وليضمن انتصاره في هذه الحرب، تحالف مع النمسا على تقاسم الدّوقيتين، وبعد أن انتصر بسمارك على الدّنمارك، أخذت النمسا هولشتاين، وأخذت بروسيا شلزويج.

ب- الحرب مع النمسا عام 1866م

بعد أن ضمن بسمارك حياد الدول الأوروبيّة الكبرى، مثل روسيا وفرنسا وبريطانيا، تحالف مع إيطاليا، التي كانت تطمح بضمّ البندقية الواقعة تحت الحكم النمساويّ، فأرسل بسمارك قوّاته سنة 1866م لاستعادة هولشتاين، وتمكّن الجيش البروسي من هزيمة الجيش النمساويّ في معركة (سادوا)، وعقد على أثر ذلك معاهدة براغ التي نصّت على ما يأتي:

1. إنهاء حالة الحرب بين النمسا وبروسيا.

2. حلّ الاتحاد الجرمانيّ الذي تتزعمه النمسا.

3. تنازل النمسا عن البندقية لإيطاليا.

4. ضمّ شلزويج وهولشتاين إلى بروسيا.

بيّن سبب وقوف إيطاليا إلى جانب ألمانيا.

لأن إيطاليا كانت تطمح بضم البندقية الواقعة تحت الحكم النمساوي 

وضّح استراتيجية بسمارك في خوض حروبه.

اتسمت استراتيجية بسمارك بالدبلوماسية وبراعته في التعامل مع من حوله حسب ما تقتضيه مصلحة بلاده ، لذلك كان يضمن حياد الدول الكبرى حتى لاتقف ضده في حربه مع النمسا ، كما كان يؤمن بأن وحدة ألمانيا لا تحقق إلا بالقوة لذلك أعد جيشاً واقتصاداً قوياً ساعده في إقامة دولة قوية وموحدة 

وفي سنة 1867م أقام بسمارك اتّحاد شماليّ ألمانيا بزعامة بروسيا، إضافة إلى عشرين ولاية ألمانيّة، ووضع لها دستوراً، ومجلساً للنّوّاب موحداً (الرايخستاغ)، ومنح كل ولاية قدراً من الحكم الذاتي المحلي.

جـ- الحرب مع فرنسا (1870- 1871م)

سعى بسمارك لاستعادة الألزاس واللورين الخاضعتين لحكم فرنسا، ولتحقيق ذلك عمد إلى تحييد كل من النّمسا وروسيا وبريطانيا، وأصبحت فرنسا في عزلة دولية، فأرسل إليها جيشاً، ودارت معارك كثيرة بين الطرفين، ولم تتمكن القوات الفرنسية من الصّمود أمام القوات البروسية، فسيطر الألمان على مقاطعتي الألزاس واللورين، وهزموا نابليون الثالث في معركة (سيدان) عام 1870م، وتقدمت القوات البروسية حتى وصلت إلى ضواحي باريس وحاصرتها، وانتهت الحرب عام 1871م، بعقد معاهدة فرانكفورت التي نصّت على ما يأتي:

1. تنازل فرنسا عن الألزاس واللورين لألمانيا.

2. دفع فرنسا غرامة مالية لألمانيا مقدارها خمسة ملايين فرنك، وبقاء جيوشها على الأراضي الفرنسية، إلى حين دفع الغرامة.

3. ضمّ الولايات الألمانية الجنوبية إلى الاتحاد الألمانيّ.

الدّولة الاتّحادية هي اتحاد دولتين أو أكثر في دولة واحدة، رئيسها واحد ودستورها واحد مع احتفاظ كل دولة بسيادتها الداخلية فقط..

 

 

 

 

وفي العام نفسه بويع ملك بروسيا إمبراطوراً على ألمانيا في قاعة المرايا في قصر فرساي، وبذلك تحقق (الاتحاد الألماني)، وأصبحت ألمانيا من الدول الكبرى في أوروبا، والمنافس الأكبر لبريطانيا وفرنسا، وتتقدم الصفوف لرسم سياسة أوروبا أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

كيف خطط بسمارك لحربه ضدّ فرنسا؟

سعى بسمارك لاستعادة الألزاس واللورين الخاضعة لحكم فرنسا ، ولتحقيق ذلك عمد إلى تحييد كل من النمسا وروسيا وبريطانيا ، وأصبحت فرنسا في عزلة دولية ، مما سهل عليه محاربتها 

اذكر المعارك الحاسمة في حروب بسمارك.

- معركة سادوا ضد النمسا 

- معركة سيدان ضد فرنسا