مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الاتجاه الرومانسيّ (جماعة الديوان)

القضايا الأدبية - الصف التوجيهي أدبي

الاتّجاه الرومانسيّ

(ظهر الاتّجاه الرومانسي في الأدب العربي الحديث) علل ذلك.

نتيجة تطورات سياسية واجتماعية وثقافية في العالم العربي، ونتيجة الانفتاح على الآداب الغربية بشكل مباشر أو عن طريق الترجمة.

وتمثّل الاتجاه الرومانسي في الشعر العربي الحديث في: جماعة الديوان، وجماعة أبولو، وشعر المهجر.

أ - جماعة الدّيوان

هي حركة تجديدية في الشعر العربي الحديث ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين إثر صِلات فكرية قامت بين أعلامها: عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري. وسميت بهذا الاسم نسبة إلى كتاب «الديوان في الأدب والنقد» وهو كتاب نقدي ألّفه العقاد والمازني ووضعا فيه مبادئ جماعتهم الأدبية، ورؤاهم النقدية في الشعر.

(تكميلي ٢٠٢١) الحركة التجديدية في الشعر العربي التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين إثر صِلات فكرية قامت بين أعلامها هي: 

أ-  الرابطة القلمية ب- جماعة الديوان  ج- جماعة أبولو   د- العصبة الأندلسية

 

تأثرت جماعة الديوان بالثقافة الأدبية الإنجليزية خاصة، ولا سيّما روّادها الذين تأثروا بالأدباء الإنجليز الرومانسيين مثل: « شيلي» و«هازلت»، ودعوا إلى توخي الصدق الفني في الشعر؛ لأنَّ الشعر لديهم تعبير صادق عن وجدان الشاعر وتجاربه العاطفية وتأملاته النفسية، لذا هاجموا شعر المناسبات الذي كان سائدا آنذاك، واهتموا بذاتية الشاعر الفردية، وقدموا إلى الأدب العربي عشرات الدواوين الشعرية منها:«ضوء الفجر» لعبد الرحمن شكري، و«هدية الكروان» و« عابر سبيل» للعقاد، وديوان المازني.

(صيفية ٢٠٢١) هاجم شعراء جماعة الديوان:

أ- شعر المناسبات ب- الصدق الفني   ج- التأمّلات النفسية  د- النزعة الذاتية

صيفية (٢٠٢١) سبب دعوة جماعة الديوان إلى توخّي الصدق الفني في الشعر العربي الحديث:

أ- كون الشعر لديهم تعبير صادق عن وجدان الشاعر

ب- تأثرهم الصادق بالثقافة الأدبية والإنجليزية

ج- تأييدهم شعر المناسبات

د- مهاجمتهم ذاتية الشاعر

- بيرسي شيلي: شاعر إنجليزي رومانسي، من أبرز أعماله "انتصار الحياة"، (ت 1822م)

- وليم هازلت: شاعر إنجليزي، من أبرز أعماله "حديث المائدة"، (ت 1830م).

ومن أبرز الملامح التي تناولها شعر جماعة الديوان:

١- التعبير عن النفس الإنسانية وما يتصل بها من تأمّلات فكرية ونظرات فلسفية ناشئة عن تجارب نفسية ذاتية يرصد فيها الشاعر انفعالاته وتأملاته وأفكاره، فأكثروا من الحديث عن حقائق الكون وأسرار الوجود، وعالم المجهول. يقول عبد الرحمن شكري في قصيدة بعنوان (إلى المجهول):

يَحوطُنــــي مِنْكَ بَحْــــرٌ لَسْـــتُ أَعْــــــــــرِفُهُ       وَمَهْـمَهٌ لَسْـتُ أَدْري مـا أَقاصيـهِ

أَقْضــــي حَياتي بِنَفْسٍ لَسْتُ أَعْرِفُــــــها       وحَوْلِيَ الكَـونُ لَـــمْ تُدْرَكْ مَجاليــهِ

لَيْسَ الطُّموحُ إلى المَجْهولِ منْ سَفَهٍ        ولا السُّمُوُّ إلى حَـقٍّ بِمكْـــــــــروهِ

٢- التفاعل مع موضوعات الطبيعة الحسية، فالشاعر يفيض عليها من تأملاته وخواطره. فقد خاطب العقاد طائر الكروان المغرّد حين وجد نفسه فيه، فهو صوته الذي يشدو به، وضميره الذي يبوح بأسراره، وقلبه الصغير الذي يباري خفق الربيع بخفقاته، وعينه التي تمنح النعاس وتبخل عليه بالأحزان، إنه يتحد بطائر الكروان اتحادًا تامّا، وتبدو النزعة الذاتية جليّة بتوظيف ضمير المتكلم، يقول:

أنا في جناحِك حيثُ غاب مع الـــدُّجى      وإنِ استقرَّ علــى الثَّـرى جثْمـــاني

أنا في لسِانِكَ حيْثُ أطْلَــقَـهُ الهـــوى      مَرِحًا وَإِنْ غَلَـبَ السُّــرورُ لِســاني

أنا فـــي ضَميرِكَ حيْث بــــــاحَ فما أَرى      سرّا بِــغَــيْــــبَــتِـه ضمـــــيرُ زمـانـــــي

أنا منْك فـي القَلْبِ الصَّغِير مُساجـلٌ     خَفْـــــقَ الـــرَّبــيعِ بذلــك الخفـقـانِ

أنا مِنْك فــي العين التي تَهَبُ الكرى      وَتَضَنُّ بالصَّحَــــواتِ والأَشجـان

٣- الحديث عن الشكوى والألم، والإحساس بالضيق والسأم؛ لذلك جاءت بعض أشعارهم تصويرا لتلك المعاناة. يقول المازني في قصيدة طويلة:

قد وجدْتُ السُّهْدَ أهْــدى للأسى       ووَجـدْتُ الـنــومَ أَشـجــى لِـلْـحَشـــى

شـــدَّ مــــــــــــا يَظْلِمُنـا الدَّهْـُر، أفـــي        يـَقَظَــةٍ دُنْـيــا وأخْـر ى فــي الكـــر ى؟

وَيْـلُ هـذا القَــــلْــب مِنْ صَرْفِهمـا         لا الـكـرى أَمْـنٌ ولا الـسُّـهْـدُ حِـمـــى

الـــرَّدى إنْ كـــان لا مــــنـجى الــرَّدى         إنَّـــه لــلــنـَّــفْــسِ غـــــوث ونــــــــجــــــــا

٤- التجديــد فــي الأوزان والقوافــي، ومن ذلك ظهــور الشعر المرسل الــذي يتقيد بالوزن ويتحــرر من القافية، متأثرين بالثقافــة الرومانسية التي تحطّم كل السدود التي تقف أمام الشاعــر في الصياغــة والأوزان والقوافي؛ كــي يتاح للشاعر الحريــة الكاملة في التعبير عن تجربته الذاتية، وتصوير خوالجه النفسية. يقول عبد الرحمن شكري في قصيدته (كلمات العواطف):

خَـــلــيـــــلَيْ والإخــاءُ إلـــى جَـفـاءٍ           إذا لم يُغْـذِهِ الشّـوق الصّحيــــح

يقولون: الصِّحابُ ثِمارُ صِدْقٍ          وقـــــدْ نَــبْـــلو المرارةَ في الثِّمـــارِ

شَكوْتُ إلى الزَّمان بني إخـائي          فجـاء بـِـــكَ الــــــــزمــــانُ كمــا أُرِيدُ

إذ يظهر هنا تنويع الشاعر في القافية والروّي.

٥- المحافظة على الوحدة العضوية في القصيدة، حيث تكون القصيدة جسدا واحدا، فلا بُدَّ أن يلتحم كلُّ بيت بما قبله وبما بعده، ويستلزم ذلك وحدة الموضوع، ووحدة المشاعر التي يثيرها الموضوع، وما يترتب على ذلك من ترتيب الصور والأفكار، وبذلك تكون القصيدة كالكائن الحي، لكل عضو وظيفته، ومن الأمثلة على ذلك قصيدة  (آه من التراب) التي قالها العقاد في رثاء الأديبة مي زيادة، ومطلعها:

أَينَ في المَحْفِلِ «مَيٌّ» يا صِحابْ؟     عَوَّدَتْنا ها هُنا فَصْلَ الخِطابْ

الخصائص الفنية لشعر جماعة الدّيوان:

١- ينحو إلى التجديد في المعاني الشعرية بالتركيز على الذات والهيام بالطبيعة ومعالجة الموضوعات النفسية والانصراف عن شعر المناسبات. ويبدو ذلك مثلا في مخاطبة العقاد طائر الكروان المغرّد.

٢- يهتم بتحقيق الوحدة العضوية للقصيدة.

٣- يطغى على بعض مضامينه الجانب الفكري الفلسفي كما في قول عبد الرحمن شكري:

يَحوطُنــــي مِنْكَ بَحْــــرٌ لَسْـــــــتُ أَعْرِفُهُ       وَمَهْـمَهٌ لَسْـتُ أَدْري مـا أَقاصيـهِ

أَقْضــــي حَياتي بِنَفْسٍ لَسْتُ أَعْرِفُها       وحَوْلِيَ الكَـونُ لَـــمْ تُدْرَكْ مَجاليــهِ