الإِسلامُ والترويحُ عنِ النَّفْسِ

الفكرة الرئيسة: أباحَ لنا الإسلامُ ممارسةَ الأنشطةِ النافعةِ والممتعِة؛ لإدخالِ السُّورِ والبهجةِ إلى نفوسِنا وَفقَ مبادئِ الإسلامِ وآدابِهِ. ومنْ وسائلِ الترويحِ عنِ النفْسِ رياضةُ الجرْيِ، ولها فوائدُ كثيرةٌ، منْها: حرقُ كثيرٍ منَ السُّعْراتِ الحراريّةِ، والمحافظةُ على الوزنِ الصحّيِّ، وخفضُ نسبةِ الإصابةِ بأَمراضِ القلبِ. فقد تسابقَ نبيُّنا ﷺ معَ السيّدةِ عائشةَ فسبقَتْهُ في المرّةِ الأولى، وبعدَ مدّةٍ تسابقا مرّةً أُخرى فسبقَها، فقالَ ﷺ ملاطفًا لها: "هذهِ بتلكَ". [رواهُ أحمدُ وأبو داودَ]. وهذا يدل على أن الإسلام أباحَ لنا ممارسةَ الأنشطةِ التي تُدخِلُ السرورَ والبهجةَ إلى نفوسِنا، على ألّا تخالفَ الأحكامَ الشرعيّةَ، ومنْ ذلكَ الأنشطةُ الرياضيّةُ، والرحلاتُ الترفيهيّةُ، والفنُّ الهادفُ، قالَ تَعالى: ) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ(

أولًا: مفهومُ الترويحِ عنِ النفسِ

• الترويحُ عنِ النفسِ: أوجه النشاط غير الضارة التي يمكن أن يقوم بها الفرد أو الجماعة في أوقات الفراغ بغرض إدخال السرور والتنفيس عن النفس الإنسانية وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
• أَكتبُ عملًا واحدًا فيهِ ترويحٌ عنِ النفسِ في المجالاتِ الآتيةِ:

المجالُ	عملٌ فيهِ ترويحٌ عنِ النفسِ
الأَعمالُ اليدويّةُ	الرسم
الأَنشطةُ الرياضيّةُ	كرة القدم
الأَنشطةُ العقليّةُ	ألعاب الألغاز

 

ثانيًا: أهمّيّةُ الترويحِ عنِ النفسِ

للترويحِ عنِ النفسِ أهمّيّةٌ كبيرةٌ تعودُ على الفردِ والمجتمعِ، منْها:

أ. إقامةُ علاقاتٍ طيّبةٍ معَ الناسِ، نحوَ المشاركةِ في الألعابِ الجماعيّةِ، مثلَ كرةِ القدمِ، وشدِّ الحبلِ.
ب. تنميةُ القدُراتِ العقليّةِ، مثلَ المشاركةِ في المسابقاتِ الشعريّةِ والثقافيّةِ.
ج. تجديدُ الهِمّةِ للعبادةِ والعملِ والدراسةِ، وإدخالُ الفرحِ والسرورِ إلى النفسِ، مثلَ الرحلاتِ الترفيهيّةِ.
د. إشغالُ وقتِ الفراغِ بكلِّ ما هوَ نافعٌ ومفيدٌ.

أَستَنتِجُ

كتبَ عمرُ بنُ الخطّابِ t إلى أهلِ الشامِ: "علّموا أولادَكُمُ السباحةَ والرمْيَ والفروسيّةَ ".

أستنتِجُ سببَ دعوةِ عمرَ بنِ الخطّابِ أهلَ الشّامِ إلى تعلُّمِ هذهِ الرياضاتِ.

• لأهمية الرياضة للأطفال والترويح عن النفس.

 

ثالثًا: آدابُ الترويحِ عنِ النفسِ

للترويحِ عنِ النفسِ عددٌ منَ الآدابِ يجبُ مراعاتُها، منْها:

أ. أنْ يكونَ الترويحُ عنِ النفسِ مباحًا ومتّفِقًا معَ أحكامِ الإسلامِ.

ب. المحافظةُ على البيئةِ والممتلكاتِ العامّةِ، والحرصُ على نظافتِها، وتجنُّبُ إلحاقِ الضررِ بها، فهيَ حقٌّ مشترَكٌ لجميعِ الناسِ.

ج. الاهتمامُ بتنظيمِ الوقتِ، وتحديدُ المدّةِ المناسبةِ للترويحِ عنِ النفْسِ، وألّا يُلهِيَنا النشاطُ عنِ العبادةِ والصلاةِ والعملِ.

د. تجنُّبُ إلحاقِ الضررِ بالنفسِ أوِ الغيرِ أوِ الحيواناتِ، مثلَ مصارعةِ الثيرانِ.

هـ. استئذانُ الوالدينِ وإطلاعُهُما على الأنشطةِ الترفيهيّةِ التي نمارسُها.

و. ألّا يؤدّيَ النشاطُ الترفيهيُّ إلى إيقاعِ العداوةِ والبغضاءِ، مثلَ ما يحدثُ في التشجيعِ في المبارياتِ.

 

 

أُميِّزُ السُّلوكَ الصَّحيحَ منَ السُّلوكِ الخطأِ، معَ بيانِ السَّببِ في المواقفِ الآتيةِ:

الموقفُ	السُّلوكُ (صحيحٌ/ خطأٌ)	السببُ
سبحَ حسامٌ بملابسَ غيرِ ساترةٍ للعورةِ.	خطأ	يجب ستر العورة
انشغلَتْ مها برسمِ لوحةٍ فنّيّةٍ، ففاتَتْها صلاةُ المغربِ.	خطأ	عليها المحافظة على أداء الصلاة في وقتها
خرجَ خالدٌ معَ أصدقائِهِ في رحلةٍ ترفيهيّةٍ، وحينَ انتهَتِ الرحلةُ نظّفوا المكانَ.	صحيح
شاركَ عليٌّ في ألعابٍ إلكترونيّةٍ معَ أشخاصٍ لا يعرفُهُمْ دونَ إخبار والديهِ بذلكَ.	خطأ	عليه إخبار والديه

 

صورٌ مُشرقةٌ

• روَتِ السيدةُ عائشةُ : أنها كانَتْ تنظرُ إلى الحبشةِ وهمْ يلعبونَ في المسجدِ بِحرابهم ورِماحِهِمْ، وكانَ رَسولُ اللهِ ﷺ ينظرُ معَها. [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ].
• سابقَ النبيُّ ﷺ بينَ الخيلِ، وجعلَ مسافةَ السباقِ تبدأُ مِنَ الحفْياءِ؛ وهوَ موضعٌ بالقربِ منَ المدينةِ غربيَّ جبلِ أُحدٍ، ويَنتهي بثَنيّةِ الوَداعِ.
• في غزوةِ الأَحزابِ كان سيّدُنا محمّدٌ ﷺ يباشرُ الحفرَ، ويحملُ الترابَ بيديهِ الشَّريفتينِ معَ المسلمينَ؛ وكانَ ﷺ عندَ نقلِهِ الترابَ منَ الخندقِ يُنشِدُ بعضَ أبْياتٍ مِنَ الشِّعرِ قالَها عبدُ اللهِ بنُ رواحةَ t، منْها:

اللّهمَّ لولا أنتَ ما اهْتَدَيْنا           ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّيْنا

• روَتِ السَيِّدَةُ عائِشَةُ أُمُّ المؤمنينَ أنَّ سيدَنا أبا بكرٍ الصدّيقَ t دخلَ عليها وعندَها فتاتانِ منَ الأنصارِ في أيّامِ العيدِ تغنّيانِ وتَضرِبانِ على الدُّفِّ، فانتَهَرَهُما  أبو بكرٍ الصدّيقُ t، فقالَ سيّدُنا رسولُ اللهِ ﷺ: "دَعْهُما يا أبا بَكْرٍ، فإنّا أيّامُ عيدٍ" [رواهُ مسلمٌ].

 

أستزيدُ

• الألعابُ الإلكترونيّةُ منْ الوسائلِ المُباحةِ للترويحِ عنِ النفسِ، على ألّا تحتويَ أشياءَ مُحرَّمةً، مثلَ أنْ تدعوَ إلى السرقةِ أوِ القتلِ، وألّا تؤدّيَ إلى الاعتيادِ عليها، وقضاءِ وقتٍ طويلٍ في ممارستِها.
• اعتنَتْ وزارةُ التربيةِ والتعليمِ بالأنشطةِ التي تروّحُ عنِ النفسِ، حيثُ تنظّمُ إدارةُ النشاطاتِ التربويّةِ عديدًا منَ المسابقاتِ الرياضيّةِ والثقافيّةِ والدينيّةِ والفنّيّةِ في كلِّ عامٍ دراسيٍّ، وتكرّمُ الطلّبَ المتفوّقينَ والطالباتِ المتفوّقاتِ فيها.

 

أربطُ مع الاجتماعيات

يزخرُ الأردنُّ بالمواقعِ السياحيّةِ التي جعلَتْ منْهُ مقصِدًا للسياحةِ وَفقَ الميولِ والرغَباتِ الترفيهيّةِ وغيرِها، فيقصِدُها البعضُ بهدفِ:

• السّياحةِ التعليميّةِ، نحوَ تعرُّفِ الحضاراتِ القديمةِ، مثلَ البترا.
• السياحة العلاجيّةِ، مثلَ: حمّاماتِ ماعينَ والبحرِ الميّتِ.
• السياحة البيئيّةِ، مثلَ: المحميّاتِ الطبيعيّةِ، نحوَ محميّةِ ضانا.