مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الإسلام والفن

التربية الإسلامية - الصف العاشر

الفكرة الرئيسة:

لِكُلِّ أُمَّةٍ ما يُمَيِّزُ فنَّهَا؛ فالفنُّ يُعَبر عن ثقافةِ الأمّةِ وحَاضِرِها وتاريخِها ومُستَقبَلِهَا، وللإسلامِ موقفٌ إِيجابِيٌ مِنَ الفنِّ الهادفِ الملتزمِ بالمبادئِ والقيمِ الخُلُقِيَّـِة، والأحكامِ الشرعيّةِ، لتنعكسَ آثارهُ الأخلاقيةُ والجماليةُ عى حياةِ الفردِ والمجتمعِ.

 

الفن

 

 

 

 

 

أولًا: مفهوم الفن الإسلامي 

التّعبيرُ الجميلُ عن الإحساسِ تجاه الأَشخاصِ والأَحداثِ والأَشياءِ عَنْ طَريقِ وَسائلَ ماديّةٍ أَوْ مَعنويّةٍ وِفقَ التَّصورِ الإسلاميِّ لهذا الوُجودِ.

 

ثانياً: أهمية الفن في الإسلام

للفنِّ أهميةٌ كبيرةٌ في حياةِ الفَردِ والمُجتمعِ؛ لأنَّ لَهُ رِسالةً سَاميةً، ومِنْ ذلك أنَّهُ:

أ. يُنَمّي إبداعَ الفردِ وتميُّزَهُ، ويسهمُ في صِياغَةِ شخصيتِهِ الإنسانيةِ بصورةٍ إيجابيةٍ.

ب. يُحقِّقُ للإنسانِ التَّواصُلَ مع ذاتِه ومعَ الآخرينَ في التَّعبيرِ عنِ الموضوعاتِ التي تَهُمُّ المجتمعَ، مثلَ السِّياسَةِ والاجتماعِ، بطريقةٍ تجلبُ الانتباه وتوقظُ الإحساسَ.

الفن في الإسلام

 

 

 

 

 

 

ثالثاً: مجالات الفن الإسلامي

لقد تعددت مجالاتُ الفنِّ الإسلاميِّ، ومن الأمثلةِ على هذهِ المجالاتِ:

أ. الخطُّ العربيُّ: يرجعُ اهتمامُ المسلمينَ بالخطِّ وتحسينهِ إلى عنايَتِهِمْ بالقرآنِ الكريمِ وحفظِهِ ونسخِهِ، فَقَدْ كُتِبتِ المصاحفُ بأشكالِ الخطوطِ العربيةِ المُتنوِعَةِ، مثلِ: الخطِّ الكوفيِّ وخطِّ النّسخِ.

ب. العمارةُ الإسلاميةُ: أفادَ المعماريونَ المسلمونَ مِنْ فُنونِ العمارةِ اليونانيةِ والرُّومانيّةِ، وأضافوا إِلَيْهَا تصاميمَ جديدةً ميَّزَتِ العمارةَ الإسلاميةَ، مثلَ القِبابِ والأقواسِ، والمآذِنِ.

ومن المعالمِ المعماريَّةِ الإسلاميّةِ: قُبةُ الصَّخرةِ المُشَّرَفَةِ، ومسجدُ الزَّيتونَةِ في تُونُسَ، وقصورُ الأَنْدَلُسِ، وغيرُها.

ج. التغنّي بقراءةِ القرآنِ الكريمِ وتجويدِهِ: دعا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى تحسينِ الصوتِ بالقرآنِ الكريمِ فقالَ: «لَيسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ » [رواه البخاري]، وتحسينُ الصَّوتِ هو تجميلُهُ أثناءَ قراءةِ القُرآنِ مُنضَبِطًا بأحكامِ التِّلاوةِ والتَّجويدِ، لِما فِيهِ مِن جَمالٍ فَنِيٍّ، يُؤَثِّرُ في نفسِ السَّامِعِ ويُحَرِّكُ مَشاعِرَهُ، وَيَدفَعُهُ للخُشُوعِ أثناءَ التِّلاوةِ.

د. الشِّعِرُ: اعتنى المسلمونَ بالشِّعرِ بأغراضِهِ المختَلِفَةِ مثلَ شِعرِ الحَماسَةِ والرِّثاءِ والغَزَلِ والمديحِ والهِجاءِ، واستخدموهُ في الدِّفاع عَن الدِّينِ وبَيانِ أَحكامِهِ، وكانَ حَسّانُ بن ثَابتٍ شَاعِرَ سيّدنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِنَ الشُعراءِ المسلمينَ في عَصرِ النُّبُوَةِ كَعبُ بنُ زُهَيْرٍ الذي أهداهُ سَيِّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بردَتَهُ حينَ ألقى بينَ يَدَيْهِ قصيدَتُه الشَّهيرةَ بالبُردَةِ.

هـ. الخَطابةُ: وتهدفُ إلى إِثارةِ العَواطِفِ في نَفسِ السَّامِعِ؛ لِيَستجيبَ لِمَضمونِ الرِّسالَةِ بِتقبُّلِها والتِزامِهَا. وكانَ ثابتُ بنُ قيَسٍ خَطيبًا مُفَوَّهًا لسيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يخطبُ أمامَ الوفودِ التي كانَتْ تُقابِلُ سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانَ بَلِيغًا جَهيرَ الصَّوتِ.

و. الأناشيدُ:

  • دعا الإسلامُ إلى تحقيقِ القيمِ السَّاميِة بالوسائلِ المشروعةِ مثلَ الكلمةِ الطَّيبةِ، والصَّوتِ الجميلِ، الذي يَظهرُ في النَّشيدِ والأهازيجِ، لغرسِها في نُفوسِ النّاسِ.
  • وَلما دخلَ سيّدُنا أبو بكرٍ الصِّديقُ على السَيِّدَةِ عائِشَةَ أُمِّ المؤمنينَ، سَمِعَ جَارِيَتَيْنِ عندَها تَضرِبانِ على الدُّفِ وفي روايةٍ «تُغَنِّيانِ بغِناءِ »، فانتَهَرَهُمَا، فكشفَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ وَجهِهِ وقالَ: «دَعْهُما يا أبَا بَكْرٍ، فإنها أيَّامُ عِيدٍ » [رواه البخاريُّ ومسلمٌ].
  • وكانَ يخرجُ معَ سيّدِنا رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في سَفرِهِ غُلامٌ يُسمَّى أَنْجَشَةَ، وكانَ ذا صَوتٍ جَميلٍ يحدو الإبلَ ( أيْ يُغني لَها) فَتطربُ لِسَماعِهِ، وتحثُّ السَّيْرَ وتقطعُ المسافاتِ دونَ أنْ تشعرَ بالتَّعبِ،.
  • وقد شاركَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم صحابتهُ الكرامَ بحفرِ الخندقِ وهو ينقلُ الترابَ، وكان ينشدُ معهم ويُرَدِّدُ كلماتِ عبدِ اللهِ بن رَواحَة ويرفعُ بها صوتَهُ [رواه البخاري].

اللّهُمَ لَولا أَنتَ مَا اهتَدَينَا       وَلا تَصدَّقنا وَلا صَلّينَا

فَأنْزِلَنْ سَــكيــنـــــةً عَلَيْنَـــا      وَثبّتِ الأَقدامَ إنْ لاقينَا

 

رابعاً: الضوابط الشرعية للفن في الاسلام  

اتَّخذَ الإسلامُ موقفًا إيجابيًّا مِن الفنِّ لتنعكسَ آثارُه الأخلاقِيَّةُ والجماليَّةُ على حَياةِ الفردِ والمجتمعِ، فالفنونُ بمختلفِ أشكالها مشروعةٌ في الإسلام شِريطةَ أنْ تنضبطَ بالضّوابطِ الشرعية التي من أَبرَزِهَا :

أ. أَنْ لا يكونَ فيها ما يخالفُ العقيدةَ الإسلاميةَ، كالخرافاتِ والأوهامِ، مِثلَ تصويرِ الذَّاتِ الإلهيةِ، وصُورِ الأَنبياءِ عليهم الصلاة و السلام  والقصصِ التي تحاكُ حولَ الآلهةِ وغَيرِها.

ب. أَنْ لا يكونَ فيها ما يخالفُ الأحكامَ الشَّرعيةَ؛ إذ يجبُ أنْ تخلو مِن المُحرّماتِ والممنوعاتِ، مثلَ تصويرِ العوراتِ، وإثارةِ الغرائزِ، والدَّعوةِ إلى المنكراتِ، والتّحلّلِ مِن الأخلاقِ والقِيَمِ.:

 

أستزيد

أَشعلَ يهوديٌ متطرفٌ عام 1969 م حريقًا في المسجدِ الأقصى المباركِ تَسببَ في إتلافِ أجزاءٍ كبيرةٍ من المسجدِ، بما فيها منبرُ صلاحِ الدِّينِ الأيوبيِّ، وقد أمرَ جلالةُ الملكِ الرّاحلِ الحُسينُ بنِ طلالٍ رحمهُ الله بإعادةِ بنائِه من جديدٍ، وقَدْ تولَّتْ كُليَّةُ الفنونِ الإسلاميةِ في جامعةِ البلقاء التَّطبيقيَّةِ هذهِ المهمَّةَ، حيثُ قامَ الفنيونَ والخبراءُ الأردنيُّونَ بِفُنونِ العَمارة والزَّخرفةِ الإسلاميةِ على إعادَةِ صُنعِهِ، فَعَمِلوا على تجميعِ 16500 قطعةٍ، بعضُهَا لا يَتعدى طُولُهُ ملمتراتٍ قليلةً، في بناءٍ فنيٍّ طُولُهُ ستةُ أمتارٍ  دونَ استخدامِ موادَّ تثبيتٍ مِنْ الصَمغِ أَوِ المساميرِ أَوِ البراغِي أَوِ الغِراءِ، بل باستخدامِ طريقةِ التعشيقِ لإنتاجِ ما يُمكنُ تَسمِيَتُه «فَنَّ المنبرِ » الذي تمثَّلَ في فنونِ الزَّخرفةِ الهندسيَّةِ الإسلاميّة، وقد استمرَّ العملُ فيه مُدةَ خمسِ سنواتٍ، فجاءَ المنبرُ الجديدُ نسخةً طبقَ الأصلِ عَنْ منبرِ صلاحِ الدِّينِ الأيوبيِّ، وقد نُقِلَ عامَ 2007 م إلى مكانِهِ في المسجدِ الأقصى المباركِ بأمرِ من جلالةِ الملكِ عبدِاللهِ الثّاني. يهودي متطرف

 

 

 

 

 

 

 

أربط مع التاريخ

ذكرَ ابنُ الأثيرِ في كتابِهِ «أُسْدُ الغَابةِ في مَعرِفَةِ الصَّحابَةِ » أنَّ الصَّحابيَّ الجليلَ تميمَ بن أوسٍ الدّاريَّ، كانَ أوّلَ من قصَّ القَصصَ في عهدِ سيّدِنا عمرَ بنِ الخطَّابِ رضي الله عنه، وأوّلَ من أَسرجَ السِّراجَ في المسجدِ النّبويِّ، وقد اختارهُ عمرُ بنُ الخطابِ  مع أُبَيّ بنِ كعبٍ رضي الله عنهما  لإمامةِ النّاسِ في صلاةِ التّراويحِ.