مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الإسلام والجمال

الدراسات الإسلامية - الصف التوجيهي أدبي

التعلّم القبليّ

   تتعدَّد أسماء الله تعالى وصفاتُه التي تظهر آثارُها في خَلْقِه، مثل: الخالق، والبارئ، والمُصوِّر والبديع؛ فهو الذي يخلق الأشياء من العدم، ويوجدها سبحانه على الصفة التي يريدها في منتهى الجمال والإبداع والإتقان. قال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ  وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ} [السجدة:7].

   وقد كان للإسلام موقفٌ إيجابيٌّ من الأنشطة البشرية التي تعبِّر عن ارتباط الإنسان بالمظاهر الجمالية في الكون؛ لمَا لها من آثار نفسيةٍ وأخلاقيةٍ في حياة الفرد والمجتمع.

   وكذلك اعتنى المسلمون بالفنون المعبِّرة عن إحساس الإنسان بالجمال، مثل: الخطِّ، والنقش، والزخرفة، والعمارة المتمثلة في المساجد والقصور والقلاع، وتجويد القرآن الكريم، والشِّعر، والخطابة، والأناشيد.

  أّتدبَّرُ وأستخرجُ

 أتدبَّرُ النصوص الشرعية الآتية، ثم أستخرجُ مجال الفن الذي تشير إليه كلٌّ منها:

النصّ الشرعيّ مجال الفنّ
قال رسول الله لأبي بكر رضي الله عنه صبيحة يوم العيد لما انتهر الجاريتين اللتين كانتا تضربان بالدُّفِّ وتُغنِّيَان: (دَعْهما يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد) [رواه البخاري ومسلم]. الأناشيد
قال رسول الله : (ليس مِنَّا مَنْ لم يَتَغَنَّ بالقرآن) [رواه البخاري]. تجويد القرآن الكريم
قال رسول الله لحسَّان بن ثابت رضي الله عنه يوم بني قريظة: ( إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [رواه مسلم]. الشعر

 

الفهم والتحليل

   يحرص الإسلام على تحقيق السعادة للناس، وإدخال السرور عليهم بالطرق المباحة. ويُعدُّ الجمال من أسباب السعادة التي يعتني بها الإسلام ويرعاها.

 

أولًا: مفهوم الجمال

   الجمال: هو الحُسْنُ والبهاء في الأشياء المادية والمعنوية، الذي يبعث في النفس السرورَ والبهجة والرضا.  

   مظاهر عناية الإسلام بالجمال:

أ. لا شكَّ أنَّ حُبَّ الجمال والارتياح له والأُنْسَ به هو فطرةٌ في الإنسان، خلقه الله تعالى عليها.

ب. فالله سبحانه جميلٌ يُحبُّ الجمال في الأقوال والأفعال واللباس والهيئة. قال رسول الله ﷺ: (إنَّ الله جميلٌ يحبُ الجمال) [رواه البخاري ومسلم].

ج. الجمال كذلك من مظاهر قدرة الله تعالى التي نشاهدها في هذا الكون الفسيح البديع. قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة:117] (بَدِيعُ: خالق الأشياء غايةً في الإتقان بشكلٍ لا مثيلَ له).

د. وقد أباح الله تعالى للإنسان أن يتمتَّع بجمال ما أودعه سبحانه في هذا الكون بالطرائق المشروعة. قال تعالى: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف:32].

 

أَتأمَّلُ وأُبينُ

أتأمَّلُ قول رسول الله :(إنَكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ؛ فَأَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ، وَأَحْسِنُوا لِبَاسَكُمْ، حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ) [رواه أحمد]، ثمَّ أبيِّنُ الحكمة من توجيه سيدنا رسول الله ﷺ أصحابه رضي الله عنهم إلى الاعتناء بجمال مظهرهم عند قدومهم من السفر.

الإجابة: هي دعوةٌ نبويةٌ كريمة للمؤمن أن يعتنيَ بمظهره الخارجي، لأنّ ذلك تجميلٌ لهيئته أمام الناس، وفيه دفعٌ لِلذمِّ واللومِ، وزيادةٌ في محبّة الناس له، وأُنْسِهم به.


ثانيا: أثر الجمال في السلوك الإنساني

 يؤثر الجمالُ في السلوك الإنساني تأثيرًا إيجابيًّا، ويظهر ذلك فيما يأتي:

أ) يرسِّخ الإحساسُ بالجمال إيمانَ الإنسان بعظَمِة الله تعالى وقدرتِه، ويجعله يتفكَّر في المظاهر المختلفة للجمال في النفس والكون. ولذلك وجَّه القرآنُ الكريم الناس إلى النظر في الكون وبديع صُنْعِ الله فيه، قال تعالى: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ} [ق:6].

ب) يدفع حُبُّ الإنسان للجمال إلى تحقيقه الإبداع والتميز في مختلف جوانب الحياة؛ فالوصول إلى الغاية في الإتقان في كلِّ جانبٍ هو مطلوبٌ شرعًا، وحُبُّ الجمال يُعدّ محفِّزًا رئيسًا يدفعُ الإنسانَ إلى إتقان ما يقوم به. وقد أثنى سيّدُنا محمد ﷺ على جمال صوت الصحابيّ أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في قراءته للقرآن الكريم، حين قال له ﷺ: (لقد أُوتيتَ مزمارًا من مزاميرِ آلِ داودَ) [رواه البخاري ومسلم] (مِزْمارًا: صوتًا حسَنًا).

ج) يرقى الجمال بأخلاق الإنسان وذوقِه وتهذيبِه، وهو ما يظهر في سلوكِه وتعامله مع الآخرين.

 

أُبيِّنُ

أُبيِّنُ العلاقة بين الإحساس بالجمال والإبداع والإتقان في الحياة.

الإجابة: يدفع الأحساسُ بالجمال الإنسانَ إلى السعي لبلوغ أعلى مراتب الإبداع والاتقان في الحياة، فالعلاقة بينهما علاقةٌ طردية، فكلما كان الإنتاج البشري متقَنًا في جميع الجوانب ظهرت جوانبُ الجمال فيه أكثر، وكلما كان الإنسان مُحِبًّا للجمال كانت رغبتُه في الإبداع أقوى.


ثالثًا: الإشارات الجمالية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

أشار القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة إلى جوانب متعددة للجمال، من أهمها:

أ. الجمال في خلق الإنسان: ويتمثل هذا الجمال في جوانبَ عدة، منها:

1. جمال الصورة والهيئة: ذكر القرآنُ الكريم أنّ الله تعالى خلق الإنسان في أجمل صورة، قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:4].

أتوقف
كان رسول الله جميلًا في خُلقه وخِلقته، فقد قال كعب بن مالك رضي الله عنه: (كانَ رسولُ اللَّهِ إذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وجْهُهُ، حتَّى كَأنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ) [رواه البخاري].

وقد كان سيدُنا يوسف عليه السلامُ مِن أجمل الناس خِلْقةً؛ فقد وَصَف سيّدُنا رسول الله جماله لمَّا رآه في السماء الثالثة ليلةَ عُرِج به فقال ﷺ: (فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذَا هُوَ قَدِ اُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ) [رواه مسلم].

ولمَّا قَدِم الصحابيُّ جريرُ بن عبد الله البجلي رضي الله عنه من اليمن إلى المدينة المنورة ليُعلِنَ إسلامَه، قال سيدُنا رسولُ الله : (إنَّه سَيدخلُ عليكم مِن هذا الباب رجَلٌ، وإنَّ على وجهِه مَسْحَةَ مَلَكٍ) [رواه أحمد] (مَسْحَةَ مَلَكٍ: جمال ظاهر).

أتوقف

أقرَّ الإسلامُ الجمال معيارًا لاختيار الأزواج. قال رسول الله ﷺ:(تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) [رواه مسلم] (تَرِبَتْ يَدَاكَ: التصقت بالتراب، وتقال كنايةً عن الحث على الأمر).

وقد سُئل سيدنا رسول الله ﷺ: أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: (التي تَسُرُّه إذْ نَظَرَ، وتُطِيْعُه إذْ أَمَرَ، ولا تُخالِفُه في نفسِها ومالِه بما يَكْره) [رواه النسائي] (تَسُرُّه: تجعله مسرورًا لجمال صورتِها).

وجاء التوجيه في السنة النبوية أن يَظْهَر الإنسانُ بأجمل هيئة، ومما يؤكِّد ذلك أنّ سيّدنا محمدًا ﷺ كان عند جابر بن عبد الله رضي الله عنه، فرأى رجلًا شَعِثًا قد تفرَّقَ شعرُه، فقال :(أمَا كان يَجِدُ هذا ما يُسَكِّنُ به شعرَه؟ ورأى رجلًا آخرَ عليه ثيابٌ غيرُ نظيفة، فقال ﷺ:(أمَا كان هذا يَجِدُ ماءً يغسِلُ به ثوبَه؟) [رواه النسائي].

2. جمال الرائحة: كان سيدنا رسول الله يُحِبُّ استعمال الطِّيْب، فقد قالت أمُّ المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: (كنتُ أُطيِّبُ رسولَ اللَّهِ  بأَطْيَبِ ما كنتُ أجدُ منَ الطِّيبِ) [رواه النسائي].

وقد رغَّب سيدنا النبي الصحابة في الاغتسال يومَ الجمعة وفي كلِّ مناسبةٍ فيها اجتماعٌ للناس مثل: العِيْدَين؛ لِتَطِيْبَ رائحةُ أجسادِهم، فلا يتأذَّى أحدٌ منهم برائحةِ غيرِه. قال رسول الله ﷺ: (مَن توضَّأَ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَنِ اغتَسَلَ فهو أفضَلُ) [رواه أبو داود].

3. جمال الصوت: طلب سيّدُنا رسول الله ﷺ إلى أحد الصحابة أن يُعلِّم بلالًا رضي الله عنه الأذان لِيُؤذِّن للمسلمين، معلِّلًا ذلك بقوله ﷺ: (فإنَّهُ أَنْدَى وأَمَدُّ صوتًا) [رواه الترمذي] (أندى: أجمل، أمدُّ: أقوى).

 

ب. الجمال في خلق الكون: ذكرت الآيات القرآنية صورًا متعددةً من جمال الكون؛ ليتفكَّر فيها الإنسانُ، ويرى من خلالها عظَمَة الله تعالى وبديع صُنْعِه، ومن ذلك:

1. جمال السماوات: حيث زَيَّن اللهُ سبحانه السماء الدنيا بالنجوم، وجَعَلها مصابيحَ مضيئة، قال تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} [الملك:5].

2. جمال الأرض: زَيَّن الله تعالى الأرضَ بكلّ ما أَوْدَع فيها من نِعَمٍ للإنسان، مثل: البحار والأنهار والجبال والسهول والصحراء والغابات. وقد أشارت الآياتُ القرآنية إلى كثيرٍ من مظاهر الجمال في الأرض، كما في قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا} [الكهف:7]، وقوله تعالى: {ومن الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُوْدٌ[فاطر:27]، (جُدَدٌ: طرائق، غرابيبُ سُوْدٌ: الجبالُ الطِّوالُ السُّوْد). فهذه الآية الكريمة توجه الإنسان إلى التفكر في جمال الجبال بألوانها المختلفة.

 

أتوقف

ذكر الله تعالى مظاهر عديدة لجمال الجنة، منها:

1. جمالُ مساكنِها،  قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة:72].

2. وجمالُ الحُوْر العِيْن فيها، قال تعالى: {وحُوْرٌ عِيْنٌ (22) كأمثالِ اللؤلؤِ المكنونِ} [الواقعة:22-23].

3. وجمالُ ثيابِ أهلِها، قال تعالى: {عَالِيَهُمْ ثيابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وإستبرقٌ[الإنسان:21].

4. وجمالُ وجوهِ المؤمنين فيها، قال تعالى:{وُجُوهٌ يومئذٍ ناضِرَةٌ} [القيامة:23] (ناضرة: حَسَنَةٌ جميلةٌ من النعيم).

ج. الجمال في خلق الحيوانات والنباتات: وجَّهت الآياتُ القرآنية الكريمة الإنسان إلى التفكُّرِ في خلق الله عز وجل للحيوانات والنباتات وما فيها من وجوه الجمال، ومن ذلك:

1. جمال الحيوانات: أشار القرآنُ الكريمُ إلى جمال الأنعام في قوله تعالى: { وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل:5- 6].

2. جمال النباتات: أشار القرآنُ الكريم إلى جمال النباتات في قوله تعالى عند وصف جمال الحدائق: {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} [النمل:60].

 

 

قضيّةٌ للنقاش

أُناقش زملائي/ زميلاتي في عمليات التجميل التي ينشغل بها بعضُ الناس، وعلاقتها بالجمال الذي يدعونا الإسلام أنْ نكون عليه.

الإجابة: يدعو الإسلامُ الإنسانَ أن يكون حسَنَ الهيئة، جميلَ الصورة، ولكن وفق ضوابط لا تتعارض مع أحكام الدين، ولا يترتب عليها ضرر، ولا يكون فيها إسراف، ولا تشويه أو تغيير لخلق الله سبحانه.


صورٌ مشرقة enlightened
عملت نساء الأنصار على تزيين أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها يوم زواج سيدنا رسول الله ﷺ بها.
وكان الإمام مالك بن أنس رحمه الله إذا أراد الخروج لتعليم الناس الحديث النبوي الشريف، توضَّأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، ومَشَّط لحيته، فسُئل عن ذلك، فقال: (أُوَقِّرُ به حديثَ رسولِ الله ﷺ) [رواه البيهقي].

الإثراءُ والتوسّع

   للجمال جانبٌ معنوي لا يقِلُّ أثرًا وتأثيرًا عن الجانب الماديّ، لذا وجَّه الإسلامُ إلى العناية بهذا الجمال المعنوي. ومن ذلك:

أ. جمالُ حُسنِ الخُلق، دعا الإسلامُ إلى التجمُّل بأحسن الأخلاق؛ لأنّ الناس يُحِبُّون صاحبَ الخلُقِ الحَسَن، ويَأْنفون مِن سُوْءِ الخُلُق، والغِلْظَة، وفُحْشِ الكلام. وقد كان سيّدنا رسول الله أجملَ الناسِ خُلُقًا؛ إذ سُئِلَتْ السيّدةُ عائِشةُ رضي الله عنها عن جمال خُلُقِه ، فقالَتْ: (كان خُلُقُه القُرآنَ) [رواه أحمد].

ب. جمال الكلمة: يكون ذلك في حُسْن استعمالِها؛ لمَا لها من تأثير السِّحْر في استمالة قلوب الناس، لِمَنْ مَلَكَ الفصاحة والبلاغة وحُسْنِ الأداء؛ شِعْرًا ونثرًا وخطابةً. قال رسول الله ﷺ: (إنَّ مِن البيانِ لَسِحْرًا) [رواه البخاري].

ج. جمال النفس: يكون ذلك باتّصافها بالطِيْبة، وحُبِّ الخير للآخرين، وحُسْن الظنِّ بهم، وسلامة الصدر عليهم، والبُعد عن الحقد والحَسَد والضغينة. فقد سُئِل رَسُولِ الله : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ) قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: (هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ؛ لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ) [رواه الترمذي].


دراسة معمقة

من الكتب التي تناولت موضوع القيم الجمالية في الإسلام، كتاب: (القيم الجماليّة لدى بعض مفكِّري الإسلام). وفيه قدَّمت المؤلِّفةُ تفصيلًا لعلم الجمال، ونشأته، وتطوّره، مبيِّنةً القيم الجمالية في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهرة.

باستخدام الرمز المجاور، أرجع إلى الفصل الثاني من هذا الكتاب، ثم أتعمق في دراسة القيم الجمالية الحسِّيّة في القرآن الكريم. قال تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة:69].

 

الإجابة: تحث آيات القرآن الكريم على النظر والتأمّل والتفكر والتدبر في الكون، للوصول إلى محبة المبدع سبحانه، والله سبحانه خلق كل شيء على أكمل وجهٍ وأجملِه. وأشارت آيات القرآن الكريم إلى جمال السماوات وجمال الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنعام ونباتات، وجمال الألوان وغيرها.


القيم المستفادة

أستخلص بعض القيم المستفادة من الدرس:

1) أقدر عناية الإسلام بالقيم الجمالية.

2) أحرص على تمثُّل الجمال في الأقوال والأفعال.

3) أتدبّر الإشارات الجمالية في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.