أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ: سَمِعْتُ والِدي يَتَحَدَّثُ عَنْ مُشْكِلَةِ التَّلَوُّثِ، وَكَيْفَ أَثَّرَ الْبَشَرُ في الْبيئَةِ بِصورَةٍ سَلْبِيَّةٍ، عَنْ طَريقِ الْأَعْمالِ الَّتي يُمارِسونَها.
النِّظامُ الْبيئِيُّ هُوَ النِّظامُ الَّذي يَشْمَلُ الْكائِناتِ الْحَيَّةَ؛ (الْحَيَواناتِ وَالنَّباتاتِ وَالْكائِناتِ الْحَيَّةَ الدَّقيقَةَ)، وَالْعَناصِرَ غَيْرَ الْحَيَّةِ؛ (الْأَرْضَ وَالْمُناخَ وَالتُّرْبَةَ وَالشَّمْسَ).
تَطَوَّرَتْ حَياةُ الْإِنْسانِ وَحاجاتُهُ عَبْرَ آلافِ السِّنينَ مُنْذُ أَنْ كانَ يَعيشُ مُتَنَقِّلًا، يَعْتَمِدُ عَلى الصَّيْدِ وَالْتِقاطِ الثِّمارِ وَيْسْكُنُ الْكُهوفَ، وَما زالَ التَّطَوُّرُ مُسْتَمِرًّا. وَكانَ هَدَفُ الْإِنْسانِ وَما زالَ الْاسْتِفادَةَ مِنَ الْبيئَةِ وَالْحُصولَ عَلى الْمَوارِدِ لِإِشْباعِ حاجاتِهِ.
إِنَّ الْأَنْشِطَةَ الْبَشَرِيَّةَ الَّتي مارَسَها الْإِنْسانُ عَبْرَ الزَّمْنِ أَثَّرَتْ في الْبيئَةِ بِصورَةٍ سَلْبِيَّةٍ، وَهذا ما أَدْرَكَهُ الْإِنْسانُ في الْوَقْتِ الْحاضِرِ، فَسَعى إِلى إِعادَةِ التَّوازُنِ إِلَيْها.
الْأَنْشِطَةُ الْبَشَرِيَّةُ الَّتي تُؤَثِّرُ في النِّظامِ الْبيئِيِّ
1- إِزالَةُ الْغاباتِ: أَدّى تَزايُدُ عَدَدِ سُكّانِ الْعالَمِ وَارْتِفاعُ الطَّلَبِ عَلى الْغِذاءِ، إِلى الْاعْتِداءِ عَلى الْغاباتِ وَقَطْعِ أَشْجارِها؛ لِاسْتِعْمالِها في التِّجارَةِ وَالصِّناعَةِ، مِثْلِ صِناعَةِ الْوَرَقِ وَالْأَثاث.
2- الْاسْتِعْمالُ الْجائِرُ لِلْمَوارِدِ: أَدَّتْ زِيادَةُ عَدَدِ السُّكّانِ إِلى زِيادَةِ الْاسْتِهْلاكِ والْاسْتِعْمالِ الْجائِرِ لِلْمَوارِدِ الطَّبيعِيَّةِ مِثْلِ الْفَحْمِ، وَإِزالَةِ النَّباتاتِ وَإِلْحاقِ الضَّرَرِ بِالْبيئَةِ.
3- إِنْتاجُ الْبلاستيكِ: يُعَدُّ اسْتِعْمالُ الْبلاستيكِ مُلَوِّثًا لِلْبيئَةِ؛ لِأَنَّهُ يَبْقى لِآلافِ السِّنينَ وَلا يَتَحَلَّلُ في التُّرْبَةِ.
4- انْبِعاثُ غازِ ثاني أُكْسيدِ الْكَرْبونِ: يُؤَدّي غازُ ثاني أُكْسيدِ الْكَرْبونِ النّاتِجُ عَنْ احْتِراقِ الْوَقودِ الْأُحْفورِيِّ مِثْلِ النَّفْطِ وَالْغازِ وَالْفَحْمِ، إِلى تَلَوُّثِ الْبيئَةِ وَارْتِفاعِ دَرَجاتِ الْحَرارَةِ.
