مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الأعتذار

التربية الإسلامية - الصف السابع

مقدمة

قَدْ تقعُ بعضُ الخلافاتِ بَيْنَ النّاسِ، فيخطئُ بعضُهُمْ في حقِّ بعضٍ، وحتىّ لا تستمرَّ الشّحناءُ والبغضاءُ بَين النّاسِ، حثَّ الإسلامُ على الاعتذارِ، وحثَّ صاحبَ الحقِّ على قبولِ الاعتذارِ، قالَ تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

والاعتذارُ خُلُقٌ إنسانيٌّ كريمٌ حثَّ عليهِ الإسلامُ ؛ لِما لَهُ مِنْ أهمّيةٍ في نشر  المودّةِ والمحبّةِ بَين النّاسِ.

 

أولاً: مفهومُ الاعتذارِ

  • هو الإقرارُ بالخطأِ والندمُ عَلَيْهِ، وطلبُ العفوِ والصّفحِ ممّنْ وقعَ الخطأُ بحقِّهِمْ.
  • الخطأُ في حقِّ الناسِ يحتاجُ إلى اعتذارٍ، والخطأُ في حقِّ اللهِ تعالى يحتاجُ إلى توبةٍ واستغفارٍ.

 

ثانيًا: أهميةُ الاعتذارِ وآثارُهُ

للاعتذارِ أهمّيةٌ كبيرةٌ وآثارٌ عظيمةٌ تعودُ على الفردِ والمجتمعِ، مِنْها:

أ. نيلُ رضا اللهِ تعالى ومغفرتِهِ والأجرِ العظيمِ، قالَ تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا  أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ  وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

ب. انتشارُ المودّةِ والمحبّةِ بَيْنَ النّاسِ، وإزالةُ أسبابِ العداوةِ والبغضاءِ والشّحناءِ بَيْنَهُمْ.

ج. الشّعورُ بالراحةِ النفسيةِ والطمأنينةِ.

 

ثالثًا: آدابُ الاعتذارِ

حتّى يُحقِّقَ الاعتذارُ غايتَهُ لا بُدَّ مِنِ التزامِ مجموعةٍ مِنَ الآدابِ، منها:

1) اختيارُ الوقتِ والمكانِ المناسبَينِ، بحيثُ يكونُ الطّرفُ الآخَرُ في حالةٍ مناسبةٍ لقبولِ الاعتذارِ.

2)  استخدامُ عباراتِ التودّدِ والتلطّفِ في تقديمِ الاعتذارِ.

3) إظهارُ النّدمِ للطّرفِ الآخَرِ على الخطأِ، وعزمِهِ على عدمِ الرّجوعِ إِلَيْهِ.

وقدْ حثَّ الإسلامُ الطرفَ الآخَرَ على أَنْ يقبلَ الاعتذارَ مِنْ دونِ لومِ المعتذِرِ بما وقَعَ مِنْهُ. فهذا سيّدُنا يوسفُ يقبلُ اعتذارَ إِخوتِهِ الّذينَ أساؤوا إِلَيْهِ، ويقولُ لَهُمْ كما وردَ في القرآنِ الكريمِ: ﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).

 

رابعًا: صورٌ مشرقةٌ

أ. قالَ أبو بكر الصديقَ رضي الله عنه  يومًا كلمةً لصهيبٍ وسلمانَ وبلالٍ رضي الله عنهم  فلمّا علمِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذلكَ قالَ لهُ: لعلّكَ أغضبْتَهُمْ؟ فذهبَ إليهمْ أبو بكر الصديقُ فقالَ: أَغضبْتُكُمْ؟ قالوا: لا، يغفرُ اللهُ لكَ يا أخي.

ب. اعتذرَ الصّحابيُّ الجليلُ أبو ذرٍّ الغفاريُّ إلى الصحابيِّ الجليلِ بلالٍ بْنِ رباحٍ لكلمةٍ قالَها لَهُ وأساءَتْ إِلَيْهِ، فَقَبِلَ بلالٌ اعتذارَهُ.