مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الأردن في العصر المملوكي

التاريخ - الصف التاسع

الأردن في العصر المملوكي

أولاً: الأحوال السياسية في الأردن في عصر المماليك

خلف المماليك الأيوبيين في حكم مصر، ونظراً لأهمية الأردن ضم السلطان الظاهر بيبرس الأجزاء الشمالية من الأردن؛ لتشكل خطاً دفاعياً لمصر في وجه الفرنجة والمغول من ناحية، ولتأمين الاتصال بين دمشق والقاهرة من ناحية أخرى، فسيطر على قلعة عجلون وقلعة السلط، أما الجزء الجنوبي فظل بيد الملك المغيث عمر، آخر الأمراء الأيوبيين في الكرك، إلى أن سقط حكمه عام (661هـ/1263م)، فأصبحت الكرك إحدى نيابات الدولة المملوكية.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأردن مقسمة إدارياً إلى قسمين، هما:

1-القسم الجنوبي: يتألف من نيابة الكرك المستقلة في إدارة شؤونها الداخلية، التي تمتد من العقبة جنوباً إلى وادي الموجب وزيزيا شمالاً، ومن أطراف البادية الأردنية شرقاً إلى البحر الميت ووادي عربة غرباً.

2-القسم الشمالي: يتبع دمشق ويتألف من نيابة عجلون الممتدة من نهر الزرقاء جنوباً حتى نهر اليرموك شمالاً، ومن نهر الأردن غرباً إلى البادية شرقاً.

ويضاف إلى هاتين النيابتين ولاية البلقاء، التي تمتد من الموجب جنوباً إلى وادي الزرقاء شمالاً، ومن نهر الأردن غرباً إلى البادية شرقاً.

وقد شهد الأردن العديد من الثورات في العصر المملوكي، وكان أهمها ثورة السعيد والمسعود ولدي الظاهر بيبرس الذين خرجا عن السلطان المنصور سيف الدين قلاوون، لاسترجاع ملك أبيهم، فتمكن السلطان قلاوون من القضاء على حركتهم في مدينة الكرك عام (685هـ/1286م)، ثم اتخذ السلطان قلاوون من الكرك حصناً له ولأولاده ولأمواله، فملأها بالأسلحة، واستقدم إليها جمعاً من المماليك المنصورية لحفظ الأمن والنظام فيها.

شهد الأردن أيضاً في عصر المماليك ثورة الأمير أحمد بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، الذي أثار على أخيه كجك (الصغير)، عندما عينه المماليك سلطاناً مكان أخيه أبي بكر، فرفض أحمد البيعة لكجك، وثار عليه متخذاً الكرك مركزاً له عام (742هـ/1341م)،فانضم الناس إليه وبايعوه بالسلطنة، وخطب له على المنابر في بلاد الشام جميعها، وأصبح سلطاناً يباشر أمور دولته من حاضرته الكرك، الأمر الذي أجبر أمراء المماليك في مصر على مبايعته. وكانت هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها الكرك حاضرة لدولة المماليك في عهد الناصر أحمد، وقد اختار الكرك لحصانتها وموقعها المتوسط بين مصر والشام، إضافة لثقته بأهلها الذين نشأ بين ظهرانيهم، فنقل إليه الخزائن السلطانية وشارات السلطنة، واستقدم الخليفة العباسي من القاهرة إليها. إلا أن فترة حكم السلطان أحمد لم تطل سوى عدة شهور، فخلعه المماليك، وتعرضت الكرك لحصار طويل انتهى بسقوط المدينة، وقتل السلطان الناصر أحمد عام (745هـ/1344م)، وبذلك انتهت أخطر ثورة وأطول حصار تعرضت له الكرك في عصر دولة المماليك البحرية.

وفي أواخر الدولة المملوكية تدهورت الأوضاع في الأردن، بسبب تراجع استقرار المنطقة لكثرة الفتن، والحروب بين المماليك، وانتشار الأمراض والأوبئة والكوارث الطبيعية، وهجمات المغول التي أضعفت المنطقة حتى سيطر عليها العثمانيون.

ثانياً: آثار الأردن في العصر المملوكي

اهتم المماليك بالمعالم الحضارية الموجودة على أرض الأردن، وأنشؤوا عدداً من المنشآت الحربية والدينية والمدنية، ما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا، وأهمها:

1- المنشآت الحربية

اهتم المماليك بإعادة بناء القلاع والحصون لأهميتها الدفاعية، ولتخزين الأموال والذخائر والمؤن فيها لأغراض السلم والحرب ، ومن هذه القلاع :

أ- قلعة عجلون

enlightenedاقرأ النص الآتي ، ثم أجب عن السؤالين التاليين:

تقع قلعة عجلون إلى الغرب من مدينة عجلون ، وقد بنيت في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي على قمة جبل عوف ، وهي محاطةٌ بخندق عريضٍ وعميقٍ، وكانت البوابة الوحيدة التي تتصل بالأرض فوق خندق الماء بوساطة جسر خشبي ، يُرفع ويُنزل حسب الضرورة ، وعلى واجهات القلعة يوجد نوافذ للمراقبة تستخدم للدفاع ، وقد بنيت ستة أبراجٍ مربعةٍ حول القلعة لحمايتها ، واستخدمت بوصفها محطات للبريد عن طريق الحمام الزاجل .

 

 

 

 

 

 

enlightenedما أهمية بناء الأبراج في قلعة عجلون؟

    yesلحماية القلعة

enlightenedما المنشآت التي تدل على الاستعدادات الدفاعية في قلعة عجلون ؟

yes كانت القلعة محاطة  بخندق عريضٍ وعميقٍ، وكانت البوابة الوحيدة التي تتصل بالأرض فوق خندق الماء بوساطة جسر خشبي ، يُرفع ويُنزل حسب الضرورة ، وعلى واجهات القلعة يوجد نوافذ للمراقبة تستخدم للدفاع ، وقد بنيت ستة أبراجٍ مربعةٍ حول القلعة لحمايتها .

 

- اهتم المماليك بقلعة عجلون لتأمين طرق المواصلات وحماية المنطقة من الفرنجة ، وقد جُدد بناء القلعة عدة مراتٍ في عهد المماليك ، فزادوا في أبراجها ووسعوها.

ب- قلعة الكرك

تقع في مدينة الكرك عند الطرف الجنوبي الشرقي من البحرالميت، وتبعد عن العاصمة عمان (121كم)، ويبلغ ارتفاعها فوق مستوى سطح البحر نحو (1000م) ، وهي قلعة قديمة .

وقد اهتم الأنباط بقلعة الكرك ، ودليل ذلك وجود تماثيل نبطية منقوشة في الأسس الأولى للقلعة ، واستمرت الوظيفة الدفاعية لقلعة الكرك في العصر الروماني ثم في العصر الإسلامي، ولما استولى عليها الفرنجة عام (537هـ/1142م)، أعادوا إنشاؤها وبالغوا في تحصينها ، وأصبحت قلعة الكرك من أهم قلاع الفرنجة في بلاد الشام ، حتى حررها صلاح الدين الأيوبي عام (584هـ/1188م)، ثم اخضعها المماليك لحكمهم، فرمم سلاطينها أبراج القلعة، ومنهم السلطان الظاهر بيبرس الذي ما زال اسمه يطلق على أكبر أبراجها حتى اليوم.

ج- قلعة الشوبك

تقع قلعة الشوبك جنوبي الأردن على بعد(214كم) من جنوب عمان ، على إحدى قمم جبال الشراة وعلى ارتفاع(1330م) فوق مستوى سطح البحر.

والقلعة قديمة البناء، لكنها دمرت في العصر الروماني، وظلت كذلك طوال الحكم البيزنطي، حتى جدد بناءها الملك الفرنجي بلدوين الأول سنة(509هـ/1115م)، أطلق عليها اسم (مونتريال) أي الجبل الملوكي، وزودها بالمقاتلين، بهدف إحكام سيطرته على حركة الاتصال بين مصر وبلاد الشام عن طريق مسالك الأردن.

وبقيت هذه القلعة تؤدي دورها في مرحلة صراع  الفرنجة مع الأيوبيين، إلى أن حررها صلاح الدين الأيوبي عام (585هـ/1189م)، وقد أعاد المماليك في عهد السلطان عز الدين أيبك تجديد القلعة، وأولاها السلطان الظاهر بيبرس اهتمامه. وفي عهد السلطان الأشرف خليل بن قلاوون تعرضت القلعة للهدم بأمر من السلطان نفسه عام (692هـ/1293م)، وبقيت مهدمة حتى تولى السلطنة الملك المنصور حسام الدين لاجين، فأعاد بناءها، وبقيت القلعة حتى نهاية حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام عام (1256هـ/1840م)، الذي دمر القلاع الأردنية بما فيها الشوبك أثناء ملاحقته للثوار، ولا تزال آثار قلعة الشوبك ماثلة للعيان حتى الوقت الحاضر.

2- المنشآت الدينية

أ- بناء المسجد الجامع في عجلون

يعد هذا المسجد من أقدم المساجد في الأردن، ويقع في منتصف مدينة عجلون على يسار الصاعد إلى قلعة عجلون ، بناه الملك الصالح نجم الدين أيوب عام (645هـ/1247م)، ثم أمر السلطان الظاهر بيبرس ببناء مئذنة للمسجد عام (662هـ/1263م)، أما السلطان الناصر محمد بن قلاوون فقد أمر بإعادة بناء الأجزاء المتهدمة بسبب تعرض المدينة لسيل جارف.

ب- بناء مقامات الأنبياء وتجديدها

1. مقام النبي نوح: يقع وسط مقبرة مدينة الكرك، ويتألف من غرفة واحدة، مساحتها(57م2) بارتفاع (4م)، ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر المملوكي، إذ أعيد ترميمه مرات عدة.

2.مقام النبي يوشع بن نون: يقع على بعد (3كم) شمال غرب السلط على ارتفاع (1130م) عن مستوى سطح البحر، وينسب المقام إلى يوشع، وهو أحد أسباط سيدنا يوسف عليه السلام، وقد جدد في عهد المماليك.

3. مقام النبي هارون: يقع على قمة جبل هارون غرب مدينة البتراء، ويرتفع (1353م) عن مستوى سطح البحر، وهو مسجد مملوكي جدد في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون عام 730م. وقد جدد المماليك أيضاً مقام النبي أيوب جنوب غرب السلط.

ج- تجديد أضرحة الصحابة ومقاماتهم

1. أضرحة شهداء معركة مؤتة: تقع المقامات في بلدة المزار الجنوبي على بعد حوالي (10كم) جنوب مدينة الكرك، ويعود تاريخ البناء إلى العهد الأيوبي، وجدده المماليك بعد ذلك.

2. مقام الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح: يقع المقام في بلدة عمتا (دير علا) في منطقة الأغوار الوسطى شمال غرب الأردن، وهو مسجد حديث بني مكان قبة بناها السلطان الظاهر بيبرس، وفي داخل هذا المسجد يوجد ضريح ينسب إلى الصحابي أبي عبيدة.

3. تجديد المشهد: وقد جدد المماليك المشهد، وهو قبة كانت مبنية على أربع أقواس، تهدم ثلاث منها، ويقع في سهل مؤتة في مدينة الكرك.

3- المنشآت المدنية

أ- الحمامات

تعد من أهم المنشآت الاجتماعية التي يرتادها الناس لغايات الاستحمام، ويعود بناؤها إلى العصر الأموي، واستمر وجودها في العصر المملوكي، وقد وجدت الحمامات في كل من عمان والكرك وحسبان وعجلون.

ب- الخانات

اهتم المماليك ببناء الخانات، وهي من المنشآت المهمة لإقامة المسافرين والتجار، وقد واكب بناء الخانات انتعاش حركة التجارة المملوكية بين جنوب الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام، ولذلك أقيمت الخانات على امتداد الطريق المؤدية من مصر إلى شمالي بلاد الشام عن طريق الأردن، لخدمة حركة القوافل التجارية، وكانوا يوقفون عليها الأوقاف للإنفاق عليها، ومن أشهر الخانات المملوكية في الأردن خان العقبة، وينسب إلى السلطان الظاهر بيبرس، ويقع وسط مدينة العقبة، وكان يحرسه حامية من عسكر المماليك لحماية التجار والحجاج ما بين مصر والحجاز، ولتأمين قوافل التجارة القادمة إلى ميناء أيلة (العقبة).

ج- القناطر والجسور

بنى السلطان الظاهر بيبرس على نهر الأردن عدداً من القناطر والجسور ، تسهيلاً لمرور القوافل التجارية والحملات العسكرية، مثل جسر دامية على نهر الأردن، وتكون من خمس قناطر بنيت عام (671هـ/1273م)، وما يزال الجسر قائماً حتى اليوم.