مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الأردن في العصرين الأيوبي والمملوكي

تاريخ الأردن - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

الأردن في العصرين الأيوبي والمملوكي

 

أولا:  الأردن في العصر الأيوبي

بعد أن حرر صلاح الدين الأيوبي قلعة الكرك عام ٥٨٤هـ/ ١١٨٨م من الفرنجة، سلم  إمارتها لأخيه  الملك العادل نظرا لأهميتها، وشملت مملكة الكرك آنذاك مدينة الكرك والشوبك  والبلقا، والسلط، ثم توسعت بعد ذلك لتشمل دمشق وأجزاء من فلسطين وسيناء، ولتعرف حدود مملكة الكرك، تأمل الخريطة الآنية

                       

 

1- مظاهر اهتمام الأيوبيين بالكرك

اهتم  الأيوبيون بمملكة الكرك لأهمية موقعها، فهي حلقة وصل بين مصر وبلاء الشام، فضلا

عن  خصوبة أراضيها، ولتعرف مظاهر اهتمامهم ، أقرأ النص الآتي

عين  الملك العادل الله الملك المعظم عيسى نائبا عنه في الكرك، وأصبحت مملكة الكرك تمتد من «مشق شمالا إلى أيلة جنوبا، وقد شملت ولايته الغور وفلسطين والشوبك ، بعد أن ضم إليها دمشق، ونقل إليها الصناع والعمال، وجعلها مدينة  مكتفية بمواردها ولا تحتاج إلى غيرها، واعتنى أيضا بالقرى المحيطة بها، ورغم ما تهدم من قلعة الشويك، واهتم بالزراعة، وأولى العلم والعلماء عناية خاصة وفرض لهم الأعطيات، واهتم بطرق الحج والحجاج، وبني لهم دور

 

2-  الحياة العلمية في العهد الأيوبي

اهتم الأيوبيون بالعلم والعلماء، فقد كان بلاط الناصر داود يعج بالعلماء والفقهاء والأدباء، إذ كان أديبا وشاعرا، يحب العلماء ويجلس إليهم، ويجزل لهم العطاء، وقد لازمه عدد كبير العلماء، منهم الإمام شمس الدين عبد الحميد الخسروشاهي (ت ٦٥٢ هـ / ١٢٥٤م)، الذي كان عالما بالطب والحكمة، وتتلمذ له الكثير من علماء الكرك.

 ومن المآثر الحميدة التي امتاز بها الأيوبيون بناء المدارس في كل أنحاء دولتهم في الديار المصرية وبلاد الشام، وكانوا يجهزونها بكل ما تحتاج إليه من نفقات عن طريق الموارد الكثيرة التي أوقفوها على المدارس.

3- عوامل انهيار مملكة الكرك الأيوبية

أسهمت عوامل عدة في انهيار  مملكة الكرك، ومنها:

أ-  إجراء الملك الأيوبي المغيث عمر ملك الكرك اتصالات مع التتار.

ب رغبة الظاهر بيبرس  في إقامة دولة مملوكية قوية في مصر وبلاد الشام، وذلك بضم ممتلكات الأبوين، ومن ضمنها الكرك.

ج - طموح الملك المغيث لاستعادة ملك الأيوبيين في مصر، ووجود العديد من المؤيدين له في صفوف جيش المماليك.

استطاع المماليك القضاء على مملكة الكرك الأيوبية سنة 648هـ / 1262م

 

ثانيا: الأردن في العصر المملوكي

بعد القضاء على الدولة الأيوبية في مصر، وعندما وصل المماليك إلى الحكم  وجهوا اهتمامهم إلى الأردن، فقد أصبح الأردن تابعا للحكم المملوكي في مصر، إذ أعلن الملك الأيوبي المغيث عمر بن العادل ولاءه للمماليك، فأبقاه السلطان قطر على الكرك والشوبك، حتى عام  648هـ 1262م عندما عزله الظاهر بيبرس، ولمعرفة مظاهر اهتمام المماليك بالأردن، أقرأ  النص الآتي:

لم تتوقف أهمية الأردن الإستراتيجية والاقتصادية بعد سيطرة المماليك عليها؛ ذلك لأن اهتموا بها وأولوها جانبا كبيرا من رعايتهم، فلم تلبث الكرك أن أصبحت مركزهم المفضل يقيمون فيه أو يرسلون إليه أولادهم، وقد اتخذوها خزائن لأموالهم ومستودع عدتهم ومنفى لسلاطينهم، وكانت عجلون ممرا تسلكه قوافل التجارة ما بين العراق ودمشق والقاهرة، أما  جسر الحسا فقد اتخذوه مكانا لقبض المكوس.

المكوس

هي الضرائب التي يدفعها التجار للدولة التي يتاجرون معها، وهي أشبه ما تكون بالجمارك في الوقت الحاضر

 

1-  أهمية الأردن في العصر المملوكي

اهتم المماليك بتحصين قلاع الأردن وتقويتها، وذلك بترميمها وأعمارها وتزويدها بالجنود والسلاح في كل من الشوبك والكرك والسلط وعجلون، وقد جعلوا من الكرك ولاية مهمة.

ولمعرفة أهمية موقع الأردن في العصر المملوكي تأمل الشكل الآتي:

أهمية موقع الأردن في العصر المملوكي

ملتقى الطرق الحج الشامي والمصري.

 

وقوعه على الطريق التجاري وطرق المواصلات، وهو مركز لنقل البريد بين مصر وبلاد الشام والعراق.

خط الدفاع عن مصر في وجه الفرنج  والمغول.

 

 

 

 

 

 

وكانت وظيفة إمارة العربان من الوظائف الديوانية في الكرك، ونجد هذه الإمارة في قبيلة بني عقبة المنتشرة حول الكرك، وأبرز من تولاها الأمير شطي بن عقبة (ت 748هـ / 1347م). وقد كانت للسلطان المملوكي أعطيات يوزعها على أهالي الأردن لكسب ولائهم، وقد عينهم بمناصب دينية وديوانية. اقرأ النص الآتي

يقول السلطان الظاهر بيبرس لأهالي الأردن بعد سيطرته على الكرك واعتقاله الملك المغيث الأيوبي : «إنكم قد أسأتم إلي وعفوت عنكم، لكونكم ما خامرتم على صاحبكم، وقد عمر ازددتم بذلك محبة عندي».

2- التقسيمات الإدارية في العصر المملوكي

 انقسم الأردن في عصر دولة المماليك إلى قسمين، هما:

1 - نيابة الكرك: كان لها نظامها الإداري الخاص بها، إذ يسمى متوليها نائب السلطنة  ويعينه السلطان المملوكي في القاهرة، وتميزت نيابة الكرك باستقلال كامل عن النيابات الأخرى من حيث إدارة شؤونها الداخلية، وشكلت ركيزة أساسية من ركائز دولة المماليك في مصر وبلاد الشام، فقد اتخذها السلطان الناصر محمد بن قلاوون ملاذا آمنا له ولأبنائه، ومكانا لانطلاق تحركاته لاستعادة سلطنته في القاهرة للمرتين الثانية والثالثة، إذ تسلم السلطنة ثلاث مرات، ثم كانت مركزا للثورة التي قام بها أهل الكرك ضد المماليك بقيادة السلطان الناصر أحمد بن قلاوون، الذي عدها وطنا له، ومقرا لإقامته، وسعى لاتخاذها عاصمة لدولته، وقد استعاد السلطان برقوق سلطنته بمساعدة أهالي الكرك ووقوفهم إلى جانبه.

وفي الكرك بني عدد من المنشآت، منها قصر للنيابة، ومسجد جامع، وحمامات، وخانات، ومدرسة لتدريس المذهب الشافعي، وبيمارستان عمل فيه عدد من الأطباء ومسجد أقيم على ضريح الصحابي جعفر بن أبي طالب ، وقد كان يتبع لها أربع مناطق إدارية، وهي:

1. مدينة الكرك      ٢. الشوبك     3. زغر        4.معان

 ب - نيابة عجلون: كانت عجلون مدينة كبيرة زاهرة، ذات أسواق عامرة، وخيرات وافرة، وبساتين وفواكه كثيرة، ومن أسواقها سوق القطانين، وسوق البز العتيق، وسوق اللحامين، وعدد من الحوانيت للخبازين والطباخين والفرايين (صانعي الفراء)، والعلافين، وخان للتجار، وبنيت فيها المدرسة اليقينية، وفيها أكثر من مسجد، منها مسجد عجلون الكبير الذي شيد في العصر المملوكي، وقد كانت قرية الطيبة (غرب إربد) مركزا للبريد بين مصر وبلاد الشام، ثم نقل إلى قرية زحر القريبة منها، وكانت نيابة عجلون تضم ولاية البلقاء التي يتبع لها:

 1. حسبان: اتخذت مركزا لولاية البلقاء، وعندما زار السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 717هـ/1317م البلقاء، نزل في حسبان، ونظر في أحوال سكانها وعربانها، ووزع الأعطيات عليهم، ورتب أمور مدنها وقراها، وفي منتصف القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر للميلاد نقل المركز منها إلى عمان.

 2. السلط: اهتم المماليك بقلعتها، فوسعوا أبراجها وجددوا خنادقها، ودعموا تحصيناتها، وخزنوا فيهـا الطعام والغلال والأسلحة، وقد جـدد جامعها وأصلحت مساجدها الأخرى.

 

3. الأغوار: حظيت بعناية المماليك لوقوعها على طريق المواصلات بين دمشق والقاهرة، وخصوبة أراضيها وغلالها الوفيرة، فقد اشتهرت بزراعة قصب السكر، وبني فيها العديد من القناطر والجسور، مثل جسر دامية.

 

ثالثا: سكان الأردن في العصر المملوكي

كان المسلمون يشكلون غالبية السكان، وينقسمون إلى الحضر، وهم سكان المدن، وأمراء المماليك ومن يتبعهم من الموظفين المماليك، وسكان القرى والأرياف، والقبائل البدوية من جذام وبني ربيعة وبني نمير وبني زهير وبني مهدي، وكان المسيحيون يعملون في التجارة والزراعة والحرف، ويتمتعون بأوضاع معيشية جيدة، ويشاطرون إخوانهم المسلمين العيش المشترك في ظل التسامح الإسلامي وعلاقات المودة التي كانت سائدة آنذاك بين  فئات السكان بطوائفهم جميعها.

اقرأ النص الآتي:

حضر تاجر من مسيحي الشوبك إلى الملك الظاهر برقوق، وقال له "عندي مئة ألف دينار أعطيها لمولانا يفرقها في العسكر والجيوش إن احتاج إليها، وإذا فرغت واحتاجوا لغيرها  أحضره وأنا  وجميع مالي وأولادي يه لمولانا السلطان