مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

الأخلاق في الإسلام

التربية الإسلامية - الصف المواد المشتركة أول ثانوي

التَّعلُّمُ القَبليُّ

قال الله تعالى: ﴿ِإنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحَّل:٩٠]،نستنتج من الآية الكريمة أنَّ الشريعة الإسلامية دعت إلى:

  • التّحلّي بالصفات المحمودة والأخلاق الكريمة  كالصدق والأمانة والعفّة والصبر والقناعة والحياء واحترام الآخرين وغيرها.
  • ونهت عن كل خلق ذميم كالكذب والغشّ والفحش في القول والفعل.

 وقد كان سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم خير قدوة في حياته وأخلاقه إذ كان يُعرف قبل البعثة بالصادق الأمين.

 

الفَهمُ والتَّحليلُ

الأخلاق سِمة المجتمعات الإنسانيّة المتحضرة، وقد جاءت رسالة الإسلام متمّمة لمكارم الأخلاق.

أولا مفهوم الأخلاق الحسنة:

  • هي كل ما يتصفّ به الإنسان من صفات حميدة، تجعله محلّ رضا الله، وتقدير الناس واحترامهم.

 

ثانيًا أهميّة الأخلاق ومكانتها

: للأخلاق في الإسلام أهميّة كبيرة ومكانة عظيمة، ومما يدل على ذلك ما يأتي:

  • كثرة النصوص الشّرعيّة التي تحث على مكارم الأخلاق، وتمدح مَنْ يتصف بها، وكذلك النصوص الشّرعيّة التي تنهى عن الأخلاق السيّئة وتذمّ مَنْ يتصف بها.
  •  الحث على مكارم الأخلاق وإشاعتها بين الناس من أسباب بعثة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «إنِّما بُعِثْتُ لأُتمّمَ صَالحَ الأخْلَاقِ" ]رواه أحمد[، وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يُحسِّن خُلُقه وأن يهديه لأحسن الأخلاق، فكان يقول في دعائه: "واهدِني لأحَسَنِ الأَخلاقِ؛ لا يَهدي لأَحسَنهِا إلِّا أَنتَ، وَاصرِفْ عَنِّي سَيئها لا يَصرِفُ عَنِّي سَيِئَها إِلّا أَنتَ] "رواه مسلم[
  • الأخلاق الحسنة تُكسب صاحبها محبّة الناس واحترامهم، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159] مأ
  • الأخلاق سبب في دخول الجنةّ وتثقيل الموازين يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ شيءٍ يُوضَعُ في الميزانِ أثقلُ منْ حُسْنِ الخُلقِ، وإنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيَبلُغُ به درجةَ صاحبِ الصَّومِ والصَّلاةِ وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أُخبركُمْ بأَحبِّكُمْ إليَّ وأَقربكِمْ مِنِّي مجلِسًا يومَ القيامَةِ؟" [رواه الترمذي[، فسكت القوم، فأعادها مرتين أو ثلاثًا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "أَحسنُكُمْ خُلُقًا" [رواه أحمد[

 

ثالثًا أثر الأخلاق على الفرد والمجتمع

للأخلاق الحسنة أثر كبير على الفرد والمجتمع، ومنها:

على الفرد:

  • أنها أساس نجاح الإنسان، قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، [الشمس: ٩ – 10].

على المجتمع:

  • تحفظ للمجتمع تماسكه واستقراره.
  • تحميه من الانحلال والتفكك.
  • تصون الحضارات من السقوط والتراجع.
  • تُسهم في نشر روح التسامح والمحبة والعفو والمغفرة بين الناس ليكون المجتمع متحابًّا ومتآلفًا، تنتشر فيه أجواء الأمن والأمان فيزداد البذل والعطاء.

 

رابعًا علاقة الأخلاق بالعبادات

الشعائر التعبديّة في الإسلام لها مقاصد أخلاقيّة، فإذا قام بها العبد على أتمّ وجه حسَّنت سلوكه وقوّمتْه، وإليك توضيح ذلك:

  • الصلاة تنهى عن الوقوع في الفواحش والآثام، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)، [العنكبوت: 45]،
  • الزكاة تهذّب النّفس وتطهرها من الشّح والبخل، فتشيع المودة والمحبة بين النّاس، قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)، [التوبة: 103]،
  • الصيام حافز عظيم لترك السُّلوك المذموم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن لَم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِله حاجَةٌ أنْ يَدَعَ طَعامه وشَرابهَ» [رواه البخاري].

 

خامسًا نماذج من أخلاق النّبوة

كان سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقًا، وقد وجّهنا الله تعالى إلى الاقتداء به، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، [الأحزاب: 21]، ومن نماذج حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم:

  • صدقه صلى الله عليه وسلم: فقد عُرِف صلى الله عليه وسلم واشتهر قبل البعثة بين الناس بأنّه الصادق الأمين، فهو أصدق من تكلّم إذ لم يعرف الكذب في حياته جادًّا أو مازحًا، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بالصّدق ونهى عن الكذب فقال: «إنَّ الصِّدْقَ يَهدِي إلى البِر، وإنَّ البِر يَْهدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَِّ الكَذِبَ يَهدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا » [رواه البخاريّ].
  • صبره صلى الله عليه وسلم: فلم يواجه أحد من المصائب والمصاعب والمشاقّ والأزمات كما واجه نبينا صلى الله عليه وسلم وهو صابر محتسب؛ فقد صبر على اليتم والفقر، وعلى البعد عن الوطن والأهل وعلى أذى المشركين وصدهم عن سبيلِ الله تعالى، قال تعالى:( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) [النحل:127]،
  • جوده وكرمه صلى الله عليه وسلم: فقد كان صلى الله عليه وسلم كريمً كثير العطاء، وقد وصفه ابن عباس، فقال: «كانَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدَ الناس، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْريلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أجْوَدُ بالخَيْر مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ » [رواه البخاريّ ومسلم].

 

الإِثراءُ والتَّوسُعُ

تربية النَّفس على الخلق الحسن:

فطر الله تعالى الإنسان على مكارم الأخلاق، إلاّ أنّ الإنسان قد يتأثّر بأخلاق محيطه ومجتمعه حُسنًا وقُبحًا، ويمكن اكتساب الأخلاق وتعلُّمها بطرق منها:

  • التدريب والممارسة: فالأخلاق الحسنة تُكتَسَب من خلال التدرب والمداومة عليها، وقد بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ أيّ سلوك محمود يتدرّب عليه الإنسان يتعزّز في النفس ليكون صفة راسخة فيها، قال صلى الله عليه وسلم: «مَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفّهُ اللهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ ومَن يَتَصَبَّر يُصَبِّرْهُ اللهُ » [رواه البخاريّ].
  • البيئة الاجتماعية: كالأسرة والصحبة لها دور كبير في التربية على الأخلاق؛ لذا حث الإسلام على اختيار الزّوجة الصالحة والزّوج الصالح، والصديق الصالح، فالإنسان يصاحب مَن يتوافق معه في صفاته وأخلاقه، قال صلى الله عليه وسلم: «المرءُ على دينِ خليلِهِ، فلينظُرْ أحدُكم مَنْ يخالل» [رواه الترمذيّ].
  • وسائل الإعلام والتوجيه: فوسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تُعنى بتوجيه أفراد المجتمع – وخصوصًا الشباب - إلى القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة.