مدرسة جواكاديمي

هنا يمكنك تصفح مدرسة جو اكاديمي، المنهاج، اسئلة، شروحات، والكثير أيضاً

أحكامُ الأَيْمانِ في الإسلامِ

التربية الإسلامية - الصف التاسع

الفكرة الرئيسة

  • أقسمَ اللهُ تعالى في القرآنِ الكريمِ بمخلوقاتِهِ، نحوَ إقسامِهِ بالضحى والنجمِ، وغيرِ ذلكَ، فاللهُ تعالى يُقسمُ بما شاءَ مِنْ خلقِهِ؛ لأنَّ إقسامَهُ بِها تعظيمٌ لَهُ سبحانَهُ، أمّا المخلوقُ فلا يُقسِمُ إلّا بربِّهِ سبحانَهُ وتعالى.
  • اليمين من الأساليب التي يستخدمها الإنسان في إثباتِ كلامِهِ وتَوكيدِهِ، وقد بيّنَتِ الشريعةُ الإسلاميةُ أحكامُ الأَيْمانِ وضوابطها.

 

أستنير

هناكَ أحكامٌ فقهيةٌ عديدةٌ تنظّمُ أحكامَ الأيمانِ التي يُقسمُها المسلمُ.

 

أَوَّلًا: مفهومُ الأيْمانِ

  • الأيمانُ جمعُ يمينٍ؛ وهوَ الحلفُ أَوِ القَسَمُ بالله تعالى، أَوْ باسمٍ مِنْ أسمائهِ الحسنى، أَوْ بصفةٍ مِنْ صفاتهِ العُليا على أمرٍ معيٍّن؛ توكيدًا لَهُ.
  • كأنْ يقولَ الحالفُ: «واللهِ، لأصومَنَّ يومَ عرفةَ هذا العامَ»، أَوْ «واللهِ، لقد زُرْتُ صديقي يومَ الجمُعةِ الماضي».
  • وقدْ أباحَ الإسلامُ الحلفَ، واستخدمَهُ سيّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في كلامِهِ، ومِنْ ذلكَ: قولُهُ لِمعُاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنه: «يا مُعاذُ، واللهِ إنّ لأحبّكَ، واللهِ إنّي لأحبّك».
  • يحرمُ الحلفُ بغيرِ اللهِ تعالى، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ ينهاكُمْ أَنْ تحلِفوا بآبائِكُمْ؛ فمَنْ كانَ حالفًا فلْيَحلِفْ باللهِ أَوْ ليصمُتْ».
  • والحلفُ بغيرِ الله تعالى إثمٌ عظيمٌ، ولا يجوزُ وإنْ كانَ الإنسانُ مازحًا، فيجبُ التوبةُ منهُ.
  • يُكرَهُ للمسلمِ الإكثارُ مِنَ الحلفِ ولَوْ كانَ صادقًا، قالَ تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.
 

ثانيًا: أنواعُ الأيمانِ وأحكامُها

اليمينُ ثلاثةُ أنواعٍ، هِيَ: المنعقدة، والغموس، واللغو.

نوع اليمين

التعريف/ المثال

الحكم

ملاحظات

(1) اليمين المنعقدة:

الحلفُ الذي يقصدُ منهُ الحالفُ القيامَ بفعلِ المحلوفِ عليهِ أَوِ الامتناعِ عنهُ في المستقبلِ،

كأن يقول الحالف: «واللهِ، لأُحضرنَّ المالَ المطلوبَ منّي غدًا»، أَوْ «واللهِ، لأصومَنَّ غدًا»

  • يجبُ الوفاءُ باليمينِ المنعقِدةِ، قالَ تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ).
  • ومَعَ وجوبِ الوفاءِ بهذا اليمينِ، إلّا أنَّ مَنْ حلفَ على فعلِ شيءٍ أَوْ تركِهِ، وكانَ الحنْثُ خيرًا مِنَ البقاءِ على اليمينِ، استُحِبَّ لَهُ الحنْثُ، وتلزمُهُ الكفارةُ، قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حلفَ على يمينٍ، فرأى غيرَها خيرًا منْها، فلْيُكفّرْ عَنْ يمينهِ، ولْيَفعلِ الّذي هُوَ خيٌر».
  • ويحرمُ الحلفُ على أمرٍ فيهِ معصيةٌ، مثلَ قولِ: «واللهِ، لَنْ أزورَ أختي».
  • ويجبُ التكفيرُ عن يمين المعصية وعدمُ الوفاءِ بِهِ.
  • سُمِّيَ اليمينُ بذلكَ؛ لأنَّ الحالفَ عقدَ العزمَ بيمينهِ على فعلِهِ أَوِ الامتناعِ عنهُ
  • حنْثُ اليمينِ: عدمُ الوفاءِ بِها، مثلَ: أنْ يحلفَ شخصٌ أَنْ يذهبَ مَعَ زميلِهِ إلى السوقِ ثُمَّ لا يذهبُ، أَوْ حلفَ أَلّا يركبَ سيّارةَ شخصٍ معيّن ثُمَّ رَكِبَها.

(2) اليمين الغموس:

هوَ الحلفُ الكاذبُ المتعمَّدُ على أمرٍ حدثَ في الماضي.

كمَنْ يحلفُ أنَّهُ لَمْ يأخذْ مالًا مِنْ زميلِهِ، وهوَ في

الحقيقةِ قدْ أخذَهُ. أَوْ حلفَ يمينًا شَهِدَ بِها زورًا.

  • اليمينُ الغَموسُ حرامٌ.
  • وهوَ مِنْ كبائرِ الذنوبِ.
  • وقدْ حذّرَ منهُ سيّدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّهُ وسيلةٌ لأخذِ حقوقِ الآخَرينَ وظلمِهِمْ، فقالَ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حلفَ على يمينٍ لِيقتطعَ بِها مالًا، لَقِيَ اللهَ وهوَ عليهِ غضبانُ».
  • ويجبُ على الحالفِ:
    • التوبةُ والاستغفارُ.
    • الكفارة.
    • وردُّ الحقوقِ إلى أصحابِها إذا ترتّبَ على اليمينِ ضياعُ حقوقٍ.
  • سمّيَتْ بذلكَ؛ لأنَّها تغمِسُ صاحبَها في الإثمِ.

(3) اليمين اللغو:

الحلفُ الّذي يجري على ألْسنةِ الناسِ مِنْ غيرِ قصدِ اليمينِ، أَوِ الحلفُ على أمرٍ يظنُّهُ الحالفُ صحيحًا، فيظهرُ خلافَ ذلكَ.

كأنْ يقولَ شخصٌ لصاحبهِ: تفضّلْ، فيقولُ: «لا، والله» بغيرِ قصدِ اليمينِ، فيُصِّرُ عليهِ بالدخولِ، فيدخلُ، أَوْ أَنْ يقولَ شخصٌ: «واللهِ إنّي رأيْتُ زميلي يومَ أمسِ»، ثُمَّ تَذَكَّرَ أنهُ رآهُ قبلَ أسبوعٍ.

  • لا إثمَ على مَنْ تلفَّظَ باليمينِ اللّغوِ، وليسَ عليهِ كفارةٌ، فعَنْ عائشةَ رضي الله عنها قالَتْ: «أُنزِلَتْ هذهِ الآيةُ: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ) في قولِ الرّجلِ: لا واللهِ، وبَلى واللهِ».

 

ثالثاً: كفّارةُ اليمينِ

  • تجبُ كفّارةُ اليمينِ على:
    •  كلِّ مَنْ حلفَ يمينًا منعقِدةً وحَنَثَ بِها؛ أَيْ فعلَ ما يخالفُها.
    • أَوْ مَنْ حلفَ كاذبًا يمينًا غَموسًا، قالَ تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
  • وكفّارةُ اليمينِ هيَ:
    • التخييرُ بَيْنَ إطعامِ عشَرةِ مساكينَ أَوْ كِسوَتِهِمْ، أَوْ ما يعادلُ ذلكَ نقدًا، أَوْ تحريرِ رقبةٍ.
    • فإنْ لَمْ يجدِ الحالفُ وعجِزَ عَنْ فعلِ واحدٍ مِنَ الأمورِ الثلاثةِ، فإنَّهُ يصومُ ثلاثةَ أيامٍ، ولا يُشترَطُ في صيامِها التتابعُ.
  • كانَ الرِّقّ ظاهرةً منتشرةً قديمًا، إلّا أنَّها قَدِ انتهتِ اليومَ، وحينَ جعلَ الإسلامُ مِنْ كفّارةِ اليمينِ عتقَ رقبةٍ، كانَ ذلكَ للإسهامِ في القضاءِ على هذهِ الظاهرةِ.

 

أستزيد

  • إذا أقسمَ المسلمُ على أخيهِ أنْ يفعلَ أمرًا ما أَوْ أنْ يتركَهُ، فيُستحَبُّ أَنْ يَبرّ الأخُ بيمينِ الحالفِ، ما لَم يكنْ يمينَ معصيةٍ.
  • عَنِ البراءِ بنِ عازبٍ رضي الله عنه قالَ: «أمرَنا رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم بسَبعٍ، وذكرَ منها: إبرارِ المقْسِمِ».
  • ولَوْ أنَّ الشخصَ المقسَمَ عليهِ لَمْ يستطعْ إبرارَ مَنْ أقسمَ عليهِ، فلا كفّارةَ على أيٍّ منهُما.

 

أَرْبِطُ مَعَ اللغةِ العربيةِ

  • أسلوبُ القَسَمِ مِنْ أساليبِ التوكيدِ في اللغةِ العربيةِ، ويتكوّنُ مِنْ:
    • أداة القَسَمِ،
    • والمُقسَمِ بهِ،
    • والمُقسَمِ عليهِ (جوابِ القَسَمِ).
  • نحوَ: والله لأعطفَنَّ على اليتيمِ:
    • الواوُ (أداةُ القَسَمِ).
    • الله (لفظُ الجلالةِ المقسَمُ بهِ).
    • لأعطفَنَّ على اليتيمِ (جوابُ القَسَمِ).
  • ومِنْ أدواتِ القَسَمِ: حروفُ القَسَمِ، وهِيَ:
    • الواوُ (واللهِ)،
    • والباءُ (بِاللهِ)،
    • والتاءُ (تالله).